على هامش مؤتمر دولي حول سوريا، عُقد في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأحد 12 يناير 2025، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التزام بلادها بتخفيف العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، بعد الإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد.
صرحت بيربوك قائلة: “كمجتمع دولي، لا ينبغي أن نفوّت فرصة بناء مستقبل جديد لسوريا، رغم التحديات والشكوك المبررة”، مضيفةً أن ألمانيا وأوروبا بدأت باتخاذ خطوات عملية أولى لدعم هذا المسار.
وأكدت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر أن العقوبات المفروضة على “عشيرة الأسد وأعوانه”، الذين ارتكبوا جرائم جسيمة خلال الحرب الأهلية، يجب أن تبقى قائمة، مشيرة إلى ضرورة اتباع “نهج ذكي” لدعم الشعب السوري، لافتة إلى أن هذا النهج يتضمن توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والكهرباء، ومعالجة إعادة الإعمار، مما يعزز الاستقرار ويمهد الطريق لانتقال سلمي للسلطة.
وأعلنت بيربوك عن تقديم مساعدات إضافية لتحسين الوضع الإنساني المتردي في سوريا، مشيرة إلى أن ألمانيا ستساهم بمبلغ إضافي قدره 50 مليون يورو لدعم برنامج الأغذية العالمي ومنظمات غير حكومية لتوفير الغذاء والملاجئ الطارئة والخدمات الطبية.
ووصفت الوزيرة الوضع الإنساني في سوريا بأنه “كارثي” ومليء بالتحديات، مؤكدة على أهمية تحسين ظروف المعيشة في جميع المناطق لتحقيق الانتقال السياسي المنشود. كما شددت على ضرورة معالجة الجرائم التي ارتكبها النظام السوري وضمان العدالة.
وأضافت بيربوك أن ألمانيا وأوروبا ملتزمتان بالوقوف إلى جانب الشعب السوري لتحقيق سوريا حرة وسلمية تشمل جميع الأطياف دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس. ولفتت إلى أهمية الحوار السياسي الجامع كوسيلة لضمان مشاركة جميع السوريين في تقرير مستقبلهم.
وأكدت على أهمية المؤتمر الذي عُقد في الرياض، ووصفت اللقاء بأنه فرصة لتبادل وجهات النظر بين الشركاء الأوروبيين والإقليميين.
وفي ختام تصريحاتها، شددت بيربوك على الحاجة إلى دعم دولي قوي لمساعدة سوريا، ليس فقط لمنع المواجهات العنيفة، ولكن أيضًا لوقف عودة ظهور تنظيم داعش وضمان مستقبل أكثر استقرارًا للبلاد.
