بينما يستعد الفاتيكان لمرحلة جديدة بعد رحيل البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عاماً، تتجه أنظار العالم الكاثوليكي إلى قائمة المرشحين المحتملين لتولي الكرسي الرسولي، حيث برز اسم لافت من الشرق الأوسط: البطريرك العراقي لويس روفائيل ساكو.
ورغم أن فرصه لا تُعد الأوفر مقارنةً بكرادلة آخرين من أوروبا وأمريكا اللاتينية، فإن إدراج اسمه ضمن الأسماء المتداولة يطرح تساؤلات عن إمكانية كسر التقاليد، والذهاب نحو اختيار بابا من منطقة عانت لعقود من النزاعات، لكنها تحمل إرثًا مسيحيًا عريقًا.
رجل دين وأكاديمي من زاخو
وُلد لويس ساكو في مدينة زاخو شمال العراق عام 1948، وكرّس حياته مبكرًا لخدمة الكنيسة الكلدانية، حيث سيم كاهنًا في الموصل عام 1974.
وبعد سنوات من الخدمة، اتجه إلى الدراسة الأكاديمية، فحصل على دكتوراه في اللاهوت من الجامعة البابوية في روما، ثم نال ماجستيرًا في الفقه الإسلامي، قبل أن يُكمل دكتوراه ثانية من جامعة السوربون في فرنسا.
وشهدت مسيرته الكنسية محطات مهمة، أبرزها توليه منصب مطران كركوك عام 2002، قبل أن يُنتخب بطريركًا للكنيسة الكلدانية عام 2013، خلفًا للبطريرك عمانوئيل الثالث دلي.
ومنذ ذلك الحين، بات صوتًا بارزًا للمسيحيين في العراق، ومدافعًا عن التعايش والتسامح في خضم أزمات معقدة عاشها البلد.
ولم يقتصر دور ساكو على الجانب الروحي فقط، بل كان له حضور ملموس في المحافل الدولية، حيث تم تعيينه عام 2022 عضوًا في المجلس الاقتصادي الفاتيكاني، وهو أحد أهم الأجهزة الاستشارية في الكنيسة الكاثوليكية.
كما يُعد من أبرز المفكرين الكنسيين في الشرق، وله رصيد من المؤلفات يتجاوز 20 كتابًا، فضلًا عن مئات المقالات في مجالات اللاهوت والحوار بين الأديان.
وقد نال عدة أوسمة وشهادات تقدير من دول ومؤسسات مرموقة، تثمينًا لدوره الإنساني والديني.
طرح اسم ساكو ضمن المرشحين المحتملين لرئاسة الكنيسة الكاثوليكية قد يبدو مفاجئًا للبعض، لكنه يعكس اتجاها متناميًا داخل الفاتيكان نحو توسيع آفاق الاختيار، والنظر في القيادات التي تمثل الكنائس المحلية في مناطق الأزمات.
