يظل سؤال “متى يشرب رضيعي الماء؟” من أكثر الأسئلة التي تشغل بال الأمهات الجدد، وسط تباين كبير في الآراء والمعتقدات، خاصة في ظل توارث بعض العادات القديمة المرتبطة بإعطاء الرضيع الماء أو الأعشاب منذ أيامه الأولى.
لكن ماذا يقول الطب الحديث في هذا الشأن؟
الدكتور يوسف علي فريد، استشاري طب الأطفال، أوضح في تصريحات خاصة لـ”صدى البلد” أن الرضيع لا يحتاج إلى شرب الماء قبل إتمامه ستة أشهر، مؤكداً أن الرضاعة الطبيعية أو الصناعية تحتوي على نسبة كافية من السوائل اللازمة لجسم الطفل، وتوفر له توازناً مثالياً من المعادن والماء لا يمكن أن يقدمه الماء العادي.
وأشار فريد إلى أن إعطاء الماء في عمر مبكر قد يسبب أضراراً صحية، من أبرزها امتلاء معدة الطفل بسائل لا يحمل أي قيمة غذائية، مما قد يؤدي إلى فقدان شهيته للرضاعة أو الطعام لاحقاً، بالإضافة إلى خطر الإصابة بما يُعرف بـ”تسمم الماء”، وهي حالة نادرة ولكنها خطيرة، وقد تؤثر أيضاً على امتصاص العناصر الغذائية من الحليب.
ما الوقت المناسب للماء؟
بحسب الدكتور فريد، يمكن البدء في تقديم الماء للرضيع عند بلوغه ستة أشهر، وبالتزامن مع إدخال الطعام الصلب إلى نظامه الغذائي، على أن تكون الكمية في البداية صغيرة جداً (ملعقة صغيرة إلى 30 مل يومياً بعد الوجبات)، وتزداد تدريجياً لتصل إلى 120-240 مل يومياً من عمر 7 إلى 12 شهراً، وفقاً لاحتياجات الطفل.
نصائح مهمة عند تقديم الماء:
- يُفضل استخدام كوب مخصص للأطفال بدلاً من زجاجة الرضاعة.
- يجب أن يُقدَّم الماء بعد الطعام وليس قبله.
- لا ينبغي إضافة أي نكهات أو سكر إلى الماء.
- يجب التأكد من نظافة وتعقيم الماء عبر غليه أو استخدام مياه مفلترة مخصصة للأطفال.
علامات تدل على حاجة الطفل للماء:
من العلامات التي قد تشير إلى حاجة الطفل إلى زيادة السوائل: قلة التبول، تغير لون البول إلى الأصفر الداكن، جفاف الجلد أو الشفتين، الإمساك، أو ارتفاع الحرارة والتعرّق الزائد. في مثل هذه الحالات، ينبغي استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي إجراء.
وأكد الأطباء أن كل مرحلة عمرية لها احتياجاتها، وأن الاعتناء بتغذية الرضيع لا يعني فقط تقديم الطعام، بل يتطلب وعياً بطبيعة جسمه وحاجاته الفعلية، لتجنب أي مضاعفات قد تؤثر على صحته ونموه.