كشفت وكالة “رويترز” عن انخراط حركة “حماس” في محادثات مباشرة مع الإدارة الأمريكية، بهدف التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، تشمل إدخال مساعدات إنسانية عاجلة، في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة تقودها مصر وقطر بمشاركة فاعلة من مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.
ووفقًا لصحيفة “الشرق الأوسط”، فإن أجواء المفاوضات الحالية توصف بـ”الإيجابية بشكل غير مسبوق”، ما يرفع احتمالات الإعلان عن اتفاق خلال 48 ساعة، إذا تم التوافق على الصيغة النهائية للبنود المطروحة.
وتسعى واشنطن، بحسب المصادر، للوصول إلى اتفاق جزئي مرحلي، بينما تطالب “حماس” بضمانة أمريكية صريحة، خصوصًا من الرئيس دونالد ترامب، تتعهد بالتقدم نحو مرحلة ثانية لإنهاء الحرب بشكل كامل، مع منع إسرائيل من التراجع أو الإخلال بالاتفاق كما حدث سابقًا.
وترى “حماس” أن التقدم في المفاوضات قد يُفشل مساعي إسرائيل لنقل القتال إلى رفح وتوسيع العملية البرية، كما يعزز من فرص كسر الحصار عن القطاع.
وتؤدي كل من القاهرة والدوحة دور الوسيط النشط في تقريب وجهات النظر، حيث لم يغادر الوفد المصري العاصمة القطرية منذ أيام، مما تسبب في تأجيل اجتماعات الفصائل الفلسطينية التي كان من المقرر عقدها في القاهرة.
وتتركز الخلافات حاليًا حول مدة وقف إطلاق النار، حيث تم تقليص المقترح من ستة أشهر إلى نحو 90 يومًا أو أقل، مقابل الإفراج عن 13 أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة. فيما تصر الفصائل الفلسطينية على شمول الصفقة جثامين الجنود أيضًا، لاستخدامها كورقة ضغط في المرحلة الثانية التي تشمل وقفًا طويل الأمد للعمليات العسكرية.
وقدمت “حماس” رؤية شاملة تتضمن الإفراج المتبادل عن الأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي اقتحمتها منذ مارس الماضي، ووقف إطلاق نار يمتد لخمس سنوات، وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة غزة، في خطوة نحو المصالحة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني.
وتشير المصادر إلى أن الملفات الحساسة مثل سلاح المقاومة وترتيبات “اليوم التالي” ستُبحث خلال المرحلة الثانية من التفاوض، وسط مؤشرات على ضغوط أمريكية جدية تمارس على تل أبيب لدفعها نحو اتفاق، في ظل تنسيق مصري-قطري رفيع المستوى لتهيئة الأرضية السياسية والإنسانية اللازمة للهدنة المرتقبة.