مصر تعيد أبنائها المختطفين بالسودان في إنجاز دبلوماسي وأمني لافت، نجحت السلطات المصرية بالتنسيق مع نظيرتها السودانية في تحرير عدد من المواطنين المصريين الذين كانوا محتجزين لدى ميليشيا الدعم السريع في السودان، وذلك بعد جهود مكثفة استمرت لأشهر، وقد تم نقل المختطفين من مناطق الاشتباكات العنيفة في وسط الخرطوم إلى مدينة بورسودان، ومن ثم إعادتهم سالمين إلى أرض الوطن.
مصر تعيد أبنائها بتوجيهات رئاسية وجهود أمنية متكاملة
جاءت هذه العملية بناءً على توجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التنفيذية لضمان عودة المصريين المختطفين بأمان، ووفقًا لمصادر أمنية، تم التنسيق بشكل وثيق مع السلطات السودانية لتنفيذ العملية، التي شملت نقل المختطفين من مناطق الصراع إلى مدينة بورسودان، ومن ثم إعادتهم إلى مصر عبر مطار القاهرة الدولي.
وكانت ميليشيا الدعم السريع قد اختطفت سبعة مصريين قبل نحو عام ونصف، بينهم تجار وعمال، بزعم مشاركتهم في القتال إلى جانب الجيش السوداني، وقد أشارت تقارير إلى أن المختطفين ينتمون إلى قرية أبو شنب التابعة لمركز أبشواي بمحافظة الفيوم، وكانوا يقيمون في السودان منذ سنوات ويعملون في تجارة الأدوات المنزلية.
تحديات كبيرة ونجاح دبلوماسي
واجهت العملية تحديات كبيرة، خاصة في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، ومع ذلك، نجحت الأجهزة المصرية في التغلب على هذه التحديات من خلال ترتيبات أمنية دقيقة مع الجانب السوداني، دون الحاجة إلى تدخل عسكري مصري على الأرض.
وقد أشادت مصادر دبلوماسية بالتعاون المصري-السوداني، الذي أثمر عن نجاح العملية، مؤكدة أن مصر لم تدخر جهدًا في حماية مواطنيها، حتى في أكثر الظروف تعقيدًا، كما أشارت التقارير إلى أن المختطفين رفضوا العودة الطوعية إلى مصر عند اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، خوفًا من فقدان ممتلكاتهم وتجارتهم.
تفاعل شعبي وإشادات سياسية
لاقت عملية التحرير تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، حيث أشاد المواطنون بجهود الدولة في استعادة أبنائها المختطفين، كما تلقى الإنجاز إشادات من أعضاء مجلس النواب والأحزاب السياسية، الذين أكدوا أن العملية تعكس قدرة الدولة المصرية على حماية مواطنيها في الداخل والخارج.
وفي هذا الصدد، قالت النائبة نجلاء العسيلي، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة ذوي الإعاقة بحزب الشعب الجمهوري: “هذه العملية تؤكد أن مصر لا تترك أبناءها في أوقات المحن، وأنها مستعدة للتدخل بشكل حاسم للحفاظ على سلامتهم وكرامتهم”. من جانبه، أشاد محمود صالح، أمين حزب العدل بمحافظة الوادي الجديد، بجهود الرئيس السيسي والأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن “كرامة المصريين خط أحمر”.
مصر تحمي أبناءها
تُعد هذه العملية رسالة قوية تؤكد أن الدولة المصرية لا تتوانى في حماية مواطنيها، مهما كانت التحديات. كما أنها تعكس قوة الدبلوماسية المصرية وقدرتها على التعامل مع الأزمات الإقليمية بفاعلية. وقد أكدت الخارجية المصرية سابقًا أن مصر تبذل جهودًا مكثفة لوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين، داعية المجتمع الدولي إلى دعم جهود الإغاثة.
في النهاية، يعكس نجاح عملية تحرير المصريين المختطفين التزام الدولة المصرية بحماية أبنائها، ويؤكد أن مصر ستظل دائمًا حصن الأمان للمصريين في كل مكان.
