فازت المصورة الصحفية الفلسطينية سمر أبو العوف بجائزة صور الصحافة العالمية لعام 2025، عن لقطة مؤثرة لصبي فلسطيني من غزة يدعى محمود عجور، شوهت ذراعيه غارة جوية إسرائيلية.
الصورة التي التقطتها أبو العوف لصحيفة نيويورك تايمز، نُشرت في خضم تصاعد العنف في قطاع غزة، وظهرت خلالها ملامح الطفل محمود — الذي لم يتجاوز التسعة أعوام حينها — في مشهد يشبه تمثالًا نصفيًا تضيئه أشعة الشمس الأولى، ما أضفى على اللقطة طابعًا إنسانيًا مؤلمًا، وصورة خالدة للحرب.
وفي حفل توزيع الجوائز الذي أقيم بالعاصمة الهولندية أمستردام، قالت سمر: “عندما أرى محمود، أفكر فيه كما لو كان أحد أبنائي الأربعة”، مشيرة إلى أن الصورة تعني لها الكثير على المستوى الشخصي والمهني.
سمر أبو العوف، التي تم إجلاؤها من غزة وتعيش حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة، تسكن في نفس المجمع السكني الذي تقيم فيه عائلة محمود، وقالت إنها كانت تراه وهو يراقب الأطفال الآخرين يلعبون، وتشعر بألمه كل يوم.
القصة وراء الصورة لا تقل قوة عن الصورة نفسها. طلبت أبو العوف من والدة محمود الاتصال بها عند شروق الشمس، لتوثق لحظة إنسانية استثنائية أصبحت اليوم رمزًا عالميًا لصمود المدنيين وسط ويلات الحرب.
من جانبها، قالت جمانة الزين خوري، مديرة جائزة صور الصحافة العالمية: “هذه صورة تتحدث بصوت عالٍ، تحكي قصة طفل، لكنها أيضًا تحكي قصة حرب… وتأثيرها الذي سيمتد لأجيال”.
وشهدت نسخة هذا العام من الجائزة — التي تحتفل بعامها السبعين — مشاركة نحو 4000 مصور من 141 دولة، قدموا أكثر من 59 ألف صورة، ما جعل مهمة التحكيم شاقة وسط هذا الكم الهائل من القصص الإنسانية من مختلف أنحاء العالم.
رئيسة لجنة التحكيم، لوسي كونتيسيلو، أشارت في بيان رسمي إلى أن اختيارات اللجنة هذا العام تمحورت حول ثلاث قضايا كبرى: الصراع، والهجرة، وتغير المناخ — لكنها في جوهرها، كما قالت، تمثل “قصص الصمود، والعائلة، والمجتمع”.
