في واقعة غير مسبوقة، كشفت مجلة “ذا أتلانتيك” عن خطأ أمني فادح أدى إلى تسريب تسريب سري لمحادثات تتعلق بخطط عسكرية أمريكية لاستهداف مواقع في اليمن. الفضيحة، التي أثارت ضجة واسعة، بدأت عندما أُضيف رئيس تحرير المجلة، جيفري جولدبرج، بالخطأ إلى مجموعة مراسلة مشفرة، ضمت كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
وفي مقال نُشر في المجلة، أشار جولدبرج إلى أنه لم يكن يومًا جزءًا من اجتماعات البيت الأبيض الأمنية، وأنه فوجئ عند إضافته إلى دردشة سرية عبر تطبيق “سيغنال”، حيث جرت مناقشة تفاصيل دقيقة حول الهجوم العسكري المخطط له. وقال: “لم أُدعَ يومًا إلى اجتماع رفيع المستوى بهذا الشكل، ولم أسمع عن إدارة مثل هذه المداولات عبر تطبيق تجاري للمراسلة”.

تسريب سري يُفشي تفاصيل حساسة
ومن بين أبرز ما كُشف عنه، مشاركة وزير الدفاع، بيت هيغسث، الذي كان سابقًا مذيعًا في “فوكس نيوز”، بمعلومات عملياتية حساسة قد تهدد حياة القوات الأمريكية. ووفقًا لجولدبرج، فإن النقاشات شملت شخصيات بارزة مثل نائب الرئيس جي دي فانس، وزير الخارجية ماركو روبيو، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، حيث ناقشوا توقيت الضربات والأسلحة المستخدمة والأهداف المحتملة.
في البداية، شكك جولدبرج في مصداقية المحادثة، معتقدًا أنها قد تكون “عملية تضليل معلوماتي”، إلا أنه تأكد من صحتها عندما بدأت القنابل تتساقط على صنعاء. وأضاف: “انتظرت في سيارتي أمام أحد المتاجر الكبرى، وعند الساعة 1:55 ظهرًا، ظهرت تقارير على منصة “إكس” تفيد بوقوع انفجارات في اليمن”.
وفي تطور مثير، كشف جولدبرج عن أن المشاركين في المجموعة لم ينتبهوا إلى وجوده، واستمروا في تبادل التهاني والرموز التعبيرية بعد تنفيذ الضربات.
ردود فعل رسمية وتبريرات البيت الأبيض
وعقب انتشار الفضيحة، أكد البيت الأبيض صحة المحادثة، موضحًا أن جولدبرج أُضيف إلى المجموعة بالخطأ، وأن هناك تحقيقًا جارٍ لمعرفة كيفية وقوع هذا الخطأ الفادح. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، براين هيوز: “نعمل على مراجعة الإجراءات لمنع حدوث مثل هذا التسريب مستقبلاً”.
أما الرئيس السابق دونالد ترامب، فأنكر معرفته بالأمر، قائلاً للصحفيين: “أسمع بهذا لأول مرة”، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
حصيلة الضربات وتصاعد التوتر
في السياق ذاته، شنت القوات الأمريكية غارات جديدة على صنعاء ومدن يمنية أخرى، مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى، وفقًا لما أعلنته جماعة أنصار الله الحوثية.
هذه الفضيحة الأمنية غير المسبوقة تثير تساؤلات خطيرة حول مدى تأمين الاتصالات داخل الإدارة الأمريكية، ومدى تأثير مثل هذه الأخطاء على العمليات العسكرية ومستقبل الأمن القومي الأمريكي.