حوادث طيران، أثارت حوادث الطائرات خلال الفترة الأخيرة تساؤلات حول التدابير التي تتخذها الشركات لضمان سلامة الطيران حول العالم، وبعد تحطم الطائرة الأذربيجانية قبل أيام، شهد يوم الأحد 28 ديسمبر سلسلة من حوادث الطيران حول العالم، مما أثار مخاوف حول سلامة الطيران في كوريا والنرويج وكندا، نستعرض معكم تفاصيلها فيما يلي:
تحطم طائرة لحظة هبوطها في كوريا الجنوبية
تحطم الطائرة الكورية صباح اليوم كان الحادث الأكثر مأساوية بين الحوادث التي شهدها اليوم الأحد، حيث تحطمت طائرة الركاب 7سي2216 التابعة لشركة “جيجو إير” القادمة من بانكوك عاصمة تايلاند وعلى متنها 175 راكبا وستة من أفراد الطاقم ومحاولتها الهبوط بالمطار في جنوب البلاد حوالي الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، وتحطمت بعد هبوطها دون عجلات وانحرافها عن المدرج واصطدامها بجدار قبل أن تشتعل بها النيران في مطار موان الدولي.
وقالت مديرية الإطفاء، إنه لقي 179 شخصا حتفهم، فيما جرى إنقاذ فردين من الطاقم، وهما رجل وامرأة، جرى إنقاذهما من ذيل الطائرة المحترقة، في أسوأ كارثة طيران تشهدها كوريا الجنوبية على الإطلاق.
وقالت وزارة النقل في كوريا الجنوبية إن الحادث خلف أكبر عدد من القتلى في تحطم طائرة تابعة لشركة من كوريا الجنوبية في نحو ثلاثة عقود وهو الأسوأ الذي يحدث داخل كوريا الجنوبية على الإطلاق، منذ عام 1997 عندما تحطمت طائرة تابعة للخطوط الكورية في منطقة جوام الأميركية وقتلت أكثر من مئتين.
انحراف طائرة عن مسارها في النرويج
انحرفت طائرة من طراز بوينغ 737-800 التابعة للخطوط الملكية الهولندية، عن المدرج في مطار أوسلو تورب سناندفيورد بجنوب العاصمة النرويجية.
وكانت الطائرة متجهة إلى أمستردام لكنها عادت إلى المطار بسبب مشكلة هيدروليكية، على متنها 182 شخصًا، ولم تسجل أي إصابات.
هبوط اضطراري لطائرة في كندا
اضطرت طائرة تابعة لشركة طيران كندا للهبوط اضطراريا في مطار هاليفاكس الدولي بمقاطعة نوفا سكوشا، بعد تعطل إحدى عجلات الهبوط مما أدى إلى انزلاق الطائرة واشتعال النيران فيها.
وكانت الرحلة تحمل الرقم 2259 وتديرها شركة “طيران بال”، قادمة من سانت جونز، ولم تسجل أي إصابات جراء الحادث، بينما تم إغلاق المطار مؤقتًا كإجراء احترازي.
مأساة الطائرة الأذربيجانية قبل أيام
الأربعاء الماضي، تحطمت طائرة أذربيجانية في كازاخستان، مما أسفر عن مقتل عشرات الركاب، ووردت تقارير غير مؤكدة عن استهدافها بصاروخ روسي مضاد للطائرات.
وتحطمت الطائرة الأذربيجانية وهي في طريقها من العاصمة باكو إلى غروزني، العاصمة الإقليمية لجمهورية الشيشان الروسية، عندما توجهت إلى كازاخستان وتحطمت خلال محاولة للهبوط بشكل اضطراري يوم الأربعاء الماضي، ولقي 38 شخصا مصرعهم بينما نجا 29 آخرون من الحادث.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الأذربيجانية، الجمعة الماضية أن النتائج الأولية أظهرت أن طائرتها تعرضت “لتدخل مادي وفني خارجي”، فيما أفادت عدة تقارير بأن السلطات الأذربيجانية تعتقد أن الطائرة تحطمت جراء إطلاق صاروخ روسي مضاد للطائرات عليها.
قصور الإجراءات المتبعة لسلامة الطيران حول العالم
حوادث الطيران الأخيرة أثارت قلقًا عالميًا بشأن كفاءة وفعالية الإجراءات المتبعة لضمان سلامة الطيران، وتعد هذه الحوادث تذكيرًا بالحاجة المستمرة لتحسين معايير السلامة، خاصة عندما تحدث عدة حوادث خلال فترة قصيرة.
تكرار الحوادث في وقت قصير، الحوادث في النرويج وكوريا الجنوبية وكندا وأذربيجان خلال بضعة أيام تثير تساؤلات حول كفاية الصيانة، التدريب، وتقييم المخاطر.
وتنوعت المشاكل بين مشاكل هيدروليكية، مثل تعطل عجلات الهبوط، أو أخطاء بشرية تشير إلى وجود ثغرات في أنظمة الكشف المبكر عن الأعطال.
تعد التوترات الجيوسياسية أيضًا عامل مهم، فاحتمال تعرض طائرة أذربيجانية لصاروخ روسي يبرز خطر العوامل الخارجية التي قد تهدد سلامة الطيران المدني.
إجراءات الاستجابة للحوادث أيضًا مصدر قلق كبير، بسبب غياب التنسيق السريع والفعال بين السلطات في بعض الحوادث يعكس الحاجة إلى خطط طوارئ محكمة.
الإجراءات المطلوبة لتعزيز السلامة وتجنب حوادث طيران
تشديد الرقابة على الصيانة، من خلال فرض معايير صارمة للتفتيش الدوري على الطائرات لضمان الكشف المبكر عن الأعطال.
تحديث التدريب للطواقم، وتحسين برامج تدريب الطيارين وفرق الصيانة لتشمل سيناريوهات طوارئ معقدة.
استخدام التكنولوجيا المتقدمة، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وتقنيات الاستشعار عن بُعد للكشف عن الأعطال الميكانيكية قبل وقوع الحوادث.
تعزيز التعاون الدولي، وتطوير أنظمة اتصال بين الدول لتبادل المعلومات حول التهديدات الأمنية والتقنية المحتملة.
التحقيقات الشفافة، من خلال إجراء تحقيقات شاملة وعلنية بعد كل حادث لتحديد الأسباب واتخاذ تدابير لمنع تكرارها.
وأخيرا يمكن القول أن سلامة الطيران تتطلب مراقبة دائمة وتعاونًا عالميًا لمواكبة التحديات المتزايدة، على الرغم من أن الطيران لا يزال واحدًا من أكثر وسائل النقل أمانًا، إلا أن الحوادث الأخيرة تشير إلى أهمية التحسين المستمر والابتكار في تقنيات وأنظمة السلامة لضمان حماية الأرواح والثقة العامة في هذا المجال الحيوي.
اقرأ أيضًا:
بوتين يعتذر لرئيس أذربيجان عن حادث تحطم الطائرة
