رفع بنك “دويتشه” الألماني من توقعاته لمتوسط أسعار الذهب خلال العامين المقبلين، مدفوعًا بتزايد المخاطر الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية العالمية، إلى جانب استمرار البنوك المركزية في تعزيز احتياطاتها من المعدن النفيس كملاذ آمن.
وفي مذكرة بحثية حديثة، توقع البنك أن يبلغ متوسط سعر الذهب 3,139 دولارًا للأوقية في عام 2025، قبل أن يصعد إلى 3,700 دولار في 2026، مؤكدًا أن الاتجاه الصعودي لا يزال قويًا رغم عمليات التصحيح الأخيرة في الأسواق.
كما عدّل البنك تقديراته لسعر الذهب بنهاية الربع الرابع من 2025 إلى 3,350 دولارًا للأوقية، في حين يتم تداول الذهب الفوري حاليًا عند نحو 3,020 دولارًا، بعد تراجع تجاوز 3% يوم الجمعة الماضي، نتيجة عمليات بيع لجني الأرباح وتغطية الخسائر.
ورغم هذا الانخفاض المؤقت، حقق الذهب مكاسب فاقت 15% منذ بداية عام 2025، مدفوعًا بتصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما عزز جاذبيته كأداة تحوط رئيسية في وجه التقلبات.
وأشار “دويتشه بنك” إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تُبدِ أي إشارات للتراجع عن السياسات الحمائية، خاصة ما يتعلق بالرسوم الجمركية، وهو ما يزيد من احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود.
وتوقع البنك أن تُجبر هذه التطورات مجلس الاحتياطي الفيدرالي على بدء خفض أسعار الفائدة في مايو المقبل، وهي خطوة من شأنها دعم أسعار الذهب بشكل أكبر.
من جانب آخر، أظهرت بيانات بنك الشعب الصيني أن البنك المركزي واصل تعزيز احتياطاته من الذهب للشهر الخامس على التوالي في مارس الماضي، ما يعكس تزايد شهية البنوك المركزية للمعدن الأصفر.
وذكر “دويتشه بنك” أن مساهمة البنوك المركزية في الطلب العالمي على الذهب ارتفعت من 10% في عام 2022 إلى 24% حاليًا، مقارنة بانخفاض الطلب على سندات الخزانة الأمريكية إلى ما بين 7% و10% فقط من صافي الإصدارات.
وتوقّع البنك الألماني أن يستمر هذا الدعم القوي من البنوك المركزية خلال عامي 2025 و2026، في حين حذر “HSBC” من احتمال تباطؤ وتيرة الشراء إذا تجاوزت الأسعار حاجز 3,000 دولار للأوقية، لكنه رجّح استئناف الشراء بقوة إذا تراجعت الأسعار إلى ما دون 2,800 دولار.
وكان “HSBC” قد رفع بدوره توقعاته لأسعار الذهب الأسبوع الماضي، متوقعًا متوسط سعر يبلغ 3,015 دولارًا للأوقية في 2025، و2,915 دولارًا في 2026، استنادًا إلى استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية.