في زيارة هي الرابعة له لمصر، واللقاء الثاني عشر مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولةً ثلاثية الأيام تتركز على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومناقشة الأزمة الإنسانية في غزة، وإطلاق مبادرات إعادة الإعمار. وتأتي الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، مع تصاعد الأزمة الفلسطينية وتصاعد التوترات الإقليمية.
كشف اللواء أحمد العوضي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن الزيارة تعكس “متانة العلاقات المصرية-الفرنسية” التي شهدت طفرةً منذ 2014، مع تبادل الزيارات على جميع المستويات: الرئاسية، والوزارية، والبرلمانية. وأشار إلى أن التعاون يشمل مجالات الأمن والاقتصاد والثقافة، فضلًا عن التنسيق في الملفات الإقليمية مثل الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية.
وقال العوضي إن القمة انعقدت في ظل أوضاع إنسانية كارثية بغزة، حيث حُبست المساعدات بسبب الممارسات الإسرائيلية، مما يستدعي تحركًا عاجلًا لوقف إطلاق النار، وناقش القادة خطة إعادة إعمار غزة، التي أقرتها القمة العربية في مارس الماضي، وآليات تنفيذها مع ضمان الحوكمة والأمن.
كما أكد العوضي أن القمة تُعدُّ “نقطة تحول” في مواجهة التحديات الإقليمية، خاصةً مع محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان غزة.
وأشاد العوضي بدور مصر في حشد الدعم العالمي، مشيرًا إلى أن القمة الثلاثية “رسالة واضحة” لرفض التهجير ودعم الحقوق الفلسطينية، كما وصف العلاقات مع فرنسا بأنها مسيرة مفتوحة” تعتمد على التعاون العسكري والدبلوماسي، مع التركيز على الشراكة الاقتصادية.
زيارة ماكرون لمصر ليست مجرد محطة دبلوماسية روتينية، بل اختبارٌ لدور القاهرة كلاعب رئيسي في إدارة الأزمات الإقليمية. مع الزيارة الميدانية لسيناء، تبرز مصر نفسها كوجهة آمنة وجاذبة للاستثمارات، بينما تُعيد القمة الثلاثية تأكيد القيادة المصرية في المشهد العربي والدولي.