حريق المعامل المركزية.. شهدت منطقة وسط البلد بالقاهرة، فجر اليوم الجمعة، حريقًا مروعًا اندلع خلف مبنى المعامل المركزية التابع لوزارة الصحة والسكان، ما أثار حالة من الذعر بين المواطنين، ودفع الجهات الأمنية والدفاع المدني إلى تدخل سريع ومنسق لمنع تحول الحادث إلى كارثة كبرى تهدد صحة الملايين.
حريق المعامل المركزية فجرًا
بدأت الواقعة قبل فجر اليوم، عندما اشتعلت النيران في أحد الأكشاك الخشبية غير التابعة لوزارة الصحة، والمجاورة للمبنى الإداري لإدارة التراخيص الطبية. وفي غضون دقائق، امتدت ألسنة اللهب بشكل سريع، وارتفعت سحب الدخان الكثيف في سماء المنطقة، مما أثار مخاوف من وصول الحريق إلى مبنى المعامل المركزية، الذي يعد أحد أهم المنشآت الطبية في مصر.
تدخل أمني وإطفاء سريع
عقب تلقي بلاغات الاستغاثة، انتقلت على الفور فرق الحماية المدنية إلى موقع الحادث، مدعومة بعدد كبير من سيارات الإطفاء، تحت إشراف مدير أمن القاهرة وعدد من القيادات الأمنية. واستخدم رجال الإطفاء سلالم هيدروليكية متطورة لمواجهة النيران المتصاعدة، فيما تم دفع 10 سيارات إسعاف إلى الموقع للتعامل مع أي إصابات محتملة.
وبفضل الجهود المكثفة، تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق قبل وصوله إلى مبنى المعامل المركزية، الذي يضم أجهزة طبية متقدمة وآلاف العينات الطبية التي يتم فحصها يوميًا. وأكدت الجهات الرسمية أن الحريق لم يتسبب سوى في إصابة واحدة بصعوبة التنفس نتيجة استنشاق الدخان، بينما اقتصرت الأضرار المادية على المبنى الإداري المجاور وبعض الأكشاك الخشبية.
تحقيقات جنائية ومتابعة المسؤولين
انتقل فريق من النيابة العامة والمعمل الجنائي إلى موقع الحريق لمعاينة المكان والتحفظ على كاميرات المراقبة، واستدعاء الشهود للوقوف على ملابسات الحادث. وأشارت المعاينات الأولية إلى أن سبب الحريق قد يكون ماسًا كهربائيًا داخل أحد الأكشاك، إلا أن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد السبب الدقيق.
أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، يتابع الموقف بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن المعامل المركزية لم تتأثر بالحريق، وأن جميع الأجهزة الطبية آمنة.
ومن جانبه، أكد محافظ القاهرة، الدكتور إبراهيم صابر، أن الحريق لم يصل إلى مبنى المعامل المركزية، ووجه بتشكيل لجنة هندسية لتقييم الأضرار وإزالة آثار الحريق فور انتهاء التحقيقات.
ماذا تقدم المعامل المركزية للمصريين
تُعد المعامل المركزية لوزارة الصحة والسكان بمثابة “قلب الصحة المصرية”، حيث تلعب دورًا محوريًا في إجراء التحاليل الطبية المتقدمة، ومراقبة جودة المياه والأغذية، والكشف عن الأمراض الوبائية مثل فيروس سي والإيدز، بالإضافة إلى دعم مبادرات الصحة العامة مثل مبادرة “100 مليون صحة”، كما تختص المعامل بمنح التراخيص لأكثر من 35 ألف معمل تحاليل على مستوى الجمهورية.
تؤدي المعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة العامة، باعتبارها المرجع الرئيسي لإجراء الفحوصات الطبية المتقدمة، ومكافحة الأمراض الوبائية وغير الوبائية.
وتُشرف المعامل على مجموعة واسعة من المهام، أبرزها:
التحاليل الطبية المتقدمة: تشمل فحوصات الأمراض الوبائية، وتحاليل السفر، والتوظيف، والزواج.
مراقبة جودة المياه والأغذية: لضمان مطابقتها للمعايير الصحية وحماية المواطنين من الأمراض المرتبطة بالتلوث.
الكشف عن الأمراض الوبائية: مثل فيروس “سي”، والإيدز، والسل، والملاريا، وغيرها.
تحليل السموم والمخدرات: تُجرى تحاليل المخدرات للجهات القضائية والمرورية، بالإضافة إلى اختبارات المنشطات بالمعامل المركزية.
متابعة حملات التطعيم: عبر فحص العينات والتأكد من جودة اللقاحات المستخدمة.
دعم المبادرات الصحية: من خلال المشاركة في مبادرات قومية مثل “100 مليون صحة” للكشف المبكر عن الأمراض.
تُعد المعامل المركزية الجهة الرسمية المسؤولة عن تحليل الأغذية والمياه، حيث تضمن مطابقتها للمعايير الصحية المعتمدة، كما تقدم خدمات متطورة تشمل (فحوصات معمل الأنسجة البشرية وإجراء الفحوصات الطبية للأطفال حديثي الولادة)، والتي تغطي نحو مليوني طفل سنويًا، بهدف الاكتشاف المبكر للأمراض وضمان رعاية صحية متكاملة.
وبفضل إمكانياتها المتطورة، تظل المعامل المركزية خط الدفاع الأول في الحفاظ على صحة المواطنين وضمان بيئة آمنة وخالية من المخاطر الصحية.
تساؤلات حول أسباب الحريق
رغم السيطرة السريعة على الحريق، إلا أن الواقعة أثارت تساؤلات حول أسباب اشتعال النيران في منطقة حيوية مثل وسط البلد، ومدى جاهزية المنشآت الحكومية لمواجهة مثل هذه الحوادث. كما تساءل البعض عن مدى تأثير الحريق على العمل الروتيني للمعامل المركزية، خاصة في ظل الدور الحيوي الذي تلعبه في حماية الصحة العامة.
بينما تنتهي فرق الإطفاء من عمليات التبريد النهائية لمنع تجدد الحريق، تظل الواقعة تذكيرًا بأهمية تعزيز إجراءات السلامة في المنشآت الحيوية، خاصة تلك التي ترتبط بشكل مباشر بصحة المواطنين وسلامتهم.
