كيفية صلاة التهجد في المنزل.. مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون على تكثيف العبادات والتقرب إلى الله، ومن أبرز هذه العبادات صلاة التهجد، التي تعد من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، لما تحمله من فضل كبير وأثر روحاني عظيم.
وتُفضل العديد من النساء أداءها في المنزل، خاصة مع انشغالهن بأعمال البيت ورعاية الأسرة، مما يجعل السؤال عن كيفية أدائها بالطريقة الصحيحة أمرًا شائعًا.
اقرأ أيضًا: دعاء ليلة القدر.. أجمل الأدعية التي تقال في هذه الليلة المباركة
كيفية أداء صلاة التهجد في المنزل؟

وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن صلاة التهجد تبدأ بعد صلاة العشاء وتمتد حتى قبيل أذان الفجر، وهي تُصلى ركعتين ركعتين، حيث يسلم المصلي بعد كل ركعتين، ويُختتم العدد بركعة وترية. ولا يوجد عدد محدد للركعات، فبإمكان المسلم أن يصلي ما شاء وفق طاقته وقدرته.
وأكدت الإفتاء أن المرأة يمكنها أداء صلاة التهجد في منزلها بنفس كيفية أدائها في المسجد، ولا تختلف عن صلاة الرجل، إذ تؤدى مثنى مثنى حتى تنتهي بعدد الركعات الذي تستطيع القيام به، سواء صلت بعد العشاء مباشرةً أو في وقت متأخر من الليل.
أفضل وقت لصلاة التهجد
ويُعد الثلث الأخير من الليل هو الوقت الأمثل لأداء صلاة التهجد، لما فيه من بركة واستجابة للدعاء، إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” (متفق عليه).
ويمكن تحديد الثلث الأخير من الليل بقسمة الوقت بين صلاة المغرب والفجر إلى ثلاثة أجزاء، ويكون الجزء الأخير هو أنسب وقت للقيام والتهجد، إذ يكون القلب أكثر صفاءً والجو مهيأ للعبادة بعيدًا عن مشاغل الحياة.
فضل صلاة التهجد
وتحمل صلاة التهجد فضلًا عظيمًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بصلاة الليل، فإنها دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم” (رواه الترمذي).
كما أن قيام الليل هو أحد أسباب رفع الدرجات في الجنة، وهو من العبادات التي ميز الله بها عباده المتقين، حيث قال في كتابه الكريم: “كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” (الذاريات: 17-18).
نصائح للاستمرار على صلاة التهجد
ولضمان المداومة على صلاة التهجد والاستفادة من بركاتها، يمكن اتباع بعض النصائح، منها:
- النوم مبكرًا: حتى يكون الجسم مستعدًا للاستيقاظ في وقت متأخر من الليل.
- ضبط منبه للاستيقاظ: خاصة إذا كان الشخص يواجه صعوبة في الاستيقاظ بمفرده.
- البدء بعدد قليل من الركعات: ثم زيادتها تدريجيًا وفق القدرة، حتى لا يشعر المصلي بالإرهاق.
- الدعاء والتضرع إلى الله: فصلاة التهجد فرصة عظيمة للتقرب من الله بالدعاء والاستغفار.
- المواظبة حتى بعد رمضان: فمن استطاع أن يحافظ على قيام الليل خلال رمضان، يمكنه أن يستمر في ذلك حتى بعد انتهاء الشهر الفضيل.
وبذلك، تعد صلاة التهجد فرصة عظيمة لتعظيم العبادة والتقرب إلى الله، خاصة خلال العشر الأواخر التي يُرتجى فيها ليلة القدر، تلك الليلة المباركة التي قال عنها الله سبحانه وتعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (القدر: 3).
موضوعات ذات صلة..
الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.. نفحات روحانية وشروط واجبة