تأثير تصريحات ترامب على سوق الذهب العالمي، واصلت أسعار الذهب ارتفاعها خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مسجلةً مستوى قياسيًا جديدًا، وذلك في ظل تصاعدالمخاوف وعدم الاستقرار في الأسواق المالية نتيجة السياسات التجارية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالإضافة إلى تجدد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على خلفية تصريحاته الأخيرة بشأن حركة حماس.
تأثير تصريحات ترامب على سوق الذهب العالمي
وسجلت أونصة الذهب العالمية ارتفاعًا بنسبة 0.1% خلال تعاملات اليوم، بعدما بلغت أعلى مستوى تاريخي جديد عند 2942 دولارًا، قبل أن تستقر عند 2904 دولارات للأونصة، وهو نفس مستوى الافتتاح لجلسة اليوم. وجاء ذلك بعد ارتفاع بنسبة 1.6% يوم أمس، ليواصل المعدن الأصفر تسجيل أداء إيجابي للأسبوع السادس على التوالي، مدعومًا بالمخاوف الاقتصادية التي تفاقمت منذ تولي ترامب منصبه.
الذهب ملاذ آمن وسط التوترات التجارية
اتجه المستثمرون بشكل متزايد نحو الذهب كملاذ آمن، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين نتيجة قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية على عدد من المنتجات المستوردة. وشملت هذه القرارات فرض تعريفة بنسبة 25% على واردات الألمنيوم والصلب، ما أدى إلى إلغاء الإعفاءات المقدمة لكندا والبرازيل، إلى جانب فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على الواردات الصينية، مع تهديد بزيادة الرسوم إلى 25% على جميع الواردات القادمة من كندا والمكسيك.
كما طالت سياسات ترامب قطاعات أخرى، حيث أبدى عزمه فرض تعريفات جديدة على واردات السيارات، ورقائق الكمبيوتر، والأدوية، ما أثار قلق المستثمرين بشأن تأثير هذه الإجراءات على الاقتصاد العالمي. وتزايدت التوقعات بأن هذه السياسات قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم، مما عزز الإقبال على الذهب باعتباره أحد الأصول الآمنة في أوقات الأزمات.
التوترات الجيوسياسية تدفع أسعار الذهب للارتفاع
لم تقتصر العوامل المؤثرة على الذهب على السياسات الاقتصادية، بل ساهمت التوترات الجيوسياسية أيضًا في تعزيز مكاسب المعدن النفيس. فقد جاءت تصريحات ترامب الأخيرة بشأن حركة حماس، والتي طالب فيها بإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين قبل نهاية الأسبوع، محذرًا من “عواقب وخيمة”، لتزيد من منسوب القلق في الأسواق، ما دفع المستثمرين نحو الذهب كخيار استثماري آمن.
وفي سياق متصل، يترقب المستثمرون غدًا صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر يناير، وسط توقعات بأن تؤدي السياسات التجارية لترامب إلى مزيد من الضغوط التضخمية، وهو ما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة النظر في قرارات خفض الفائدة. وكان الفيدرالي قد ثبت أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير، وسط تباين آراء أعضائه بشأن تأثير سياسات ترامب على الاقتصاد الأمريكي.
ارتفاع تدفقات صناديق الذهب الاستثمارية
وفي سياق متصل، أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار العالمية المتداولة في الذهب خلال شهر يناير بمقدار 34.5 طن، وهو ما يمثل ارتفاعًا للشهر الثاني على التوالي. وقادت صناديق الاستثمار الأوروبية هذه الزيادة بتدفقات بلغت 39 طنًا، في حين سجلت صناديق أمريكا الشمالية تدفقات خارجة بمقدار 5.9 طن.
كما ارتفع إجمالي الأصول المدارة لصناديق الذهب العالمية المتداولة في البورصة إلى 294 مليار دولار أمريكي في يناير، بينما بلغت الحيازات الإجمالية 3523 طنًا.
في الوقت ذاته، شهدت أحجام تداول الذهب العالمية ارتفاعًا بنسبة 20% خلال يناير، مدفوعة بزيادة التداول في كل من البورصات والأسواق خارجها.
آفاق مستقبلية
مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق المالية وتزايد التوترات الجيوسياسية، يظل الذهب في صدارة الأصول الاستثمارية الآمنة. وبينما يترقب المستثمرون مزيدًا من الإشارات بشأن مستقبل السياسات الاقتصادية، فإن المعدن الأصفر قد يواصل تسجيل مستويات قياسية جديدة في الأسابيع المقبلة.
