احتشدت جموع غفيرة منذ ساعات الصباح الأولى في العاصمة اللبنانية بيروت، للمشاركة في مراسم تشييع الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله، ورئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، اللذين لقيا حتفهما في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية قبل أشهر.
وأقيمت مراسم التشييع في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، الذي امتلأ بعشرات الآلاف من المشيعين من داخل لبنان وخارجه، وسط استنفار أمني مشدد تحسبًا لأي طارئ. وقدرت اللجنة المنظمة أن الملعب استوعب أكثر من 23 ألف شخص، إلى جانب 55 ألفًا في المدرجات، فيما تم تخصيص 35 ألف مقعد للرجال و25 ألفًا للنساء في الساحات الخارجية.
وشهدت الجنازة حضورًا رسميًا واسعًا، حيث شارك وفد إيراني رفيع المستوى، إلى جانب رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ممثلًا عن الرئيس جوزيف عون. كما أكدت اللجنة العليا المنظمة أن نحو 79 دولة كانت ممثلة في الحدث، سواء عبر وفود رسمية أو مشاركات شعبية.
بالتزامن مع الجنازة، شهد الجنوب اللبناني غارات إسرائيلية متفرقة، ما زاد من التوتر الأمني في المنطقة. وعلى الصعيد السياسي، أثارت مشاركة شخصيات دولية في المراسم جدلًا في الأوساط الغربية، حيث اعتبر بعض المسؤولين الأمريكيين أن التواجد في الجنازة يُعد دعمًا سياسيًا لإيران وحلفائها في المنطقة.
هذا وتشهد بيروت إجراءات أمنية غير مسبوقة، حيث فرضت القوى الأمنية اللبنانية طوقًا محكمًا حول مكان التشييع، مع تسيير دوريات مكثفة لضمان سير المراسم بسلاسة دون أي حوادث أمنية.