بدأت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تنفيذ خطة جديدة لتقليص وجودها العسكري في سوريا، معلنة عزمها سحب نحو ألف جندي أمريكي من البلاد، في خطوة تأتي ضمن إعادة تموضع القوات المنتشرة شمال شرق سوريا.
وأفادت تقارير أن الانسحاب شمل حتى الآن ثلاث نقاط عسكرية صغيرة تقع ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، في محافظتي الحسكة ودير الزور. ووفقًا لوكالة “الأناضول”، فقد تم الانسحاب يوم الخميس من نقاط الخضراء والفرات، مع نقل الجنود والمعدات العسكرية إلى قاعدتي الرميلان في الحسكة وحقل كونيكو للغاز في دير الزور.
إغلاق ثلاث قواعد.. وتقليص تدريجي للقوات
وفي تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، أكدت فيه أن البنتاغون يدرس حاليًا إغلاق ثلاث من أصل ثماني قواعد عسكرية في شمال شرق سوريا، ما سيخفض عدد القوات الأمريكية من 2000 إلى نحو 1400 جندي خلال الفترة المقبلة.
وأضاف التقرير أن وزارة الدفاع تعتزم إعادة تقييم وضع القوات بعد مرور 60 يومًا على الخطوة الأولى، تمهيدًا لاحتمال تقليص إضافي للوجود العسكري.
تموضع حول موارد الطاقة
يأتي هذا التحرك بعد إعادة انتشار مماثلة عقب عملية “نبع السلام” التركية عام 2019، حين سحبت واشنطن جزءًا من قواتها من شمال شرق سوريا، وركزت تموضعها الاستراتيجي حول حقول النفط والغاز.
وتنتشر القوات الأمريكية حاليًا في 21 موقعًا عسكريًا بمناطق الحسكة، الرقة، ودير الزور، شرق نهر الفرات، إضافة إلى مواقع في منطقة عين العرب بمحافظة حلب.
تعزيزات سابقة ومخاوف حالية
وكانت واشنطن قد عززت وجودها العسكري في سوريا أواخر العام الماضي، مبررة الخطوة بالحاجة إلى مواجهة فلول تنظيم داعش والتصدي لهجمات متكررة من ميليشيات مدعومة من إيران.
إلا أن مصادر في شبكة NBC الأميركية كشفت في فبراير الماضي أن البنتاغون بدأ فعليًا دراسة خطط انسحاب كامل من سوريا، ضمن فترات تتراوح ما بين 30 إلى 90 يومًا، انسجامًا مع سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رغم عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025.
صورة ضبابية للمستقبل
في ظل هذه التطورات، تبقى ملامح الدور الأمريكي في سوريا غير واضحة المعالم، وسط تباين في المواقف داخل الإدارة الأمريكية بشأن مستقبل الانتشار العسكري، وتزايد الضغوط الدولية والإقليمية بشأن استمرار الوجود الأمريكي في البلاد.