تجددت المظاهرات الشعبية في عدد من المدن الأمريكية الكبرى، في موجة احتجاجية عارمة ضد الرئيس دونالد ترامب، عكست حجم التوتر السياسي والانقسام المجتمعي الذي يزداد عمقًا في الولايات المتحدة.
فقد خرج آلاف المواطنين في شوارع نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس وشيكاغو، ضمن تظاهرات حملت رسائل واضحة برفض سياسات ترامب، التي وصفها المحتجون بأنها مثيرة للجدل وتكرّس التمييز وتزيد الضغوط على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع الأمريكي.
وجاءت هذه التحركات بعد أقل من أسبوعين على موجة احتجاجات سابقة، ما يؤكد أن مشاعر السخط لم تهدأ، بل تتصاعد مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، وسط حالة من الترقب لما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات.
ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى المساواة، وتنتقد السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي يرون أنها فاقمت الأوضاع المعيشية لفئات واسعة من الشعب، مطالبين بتغييرات جذرية في نهج الإدارة الأمريكية الحالية.
ومع اتساع رقعة المظاهرات، انتشرت قوات الأمن بكثافة في الشوارع والساحات العامة تحسبًا لأي طارئ، خاصة بعد تسجيل بعض التوترات المحدودة بين المتظاهرين ورجال الشرطة في مواقع متفرقة.
وهذه التحركات جاءت وسط مناخ سياسي محتقن، تتزايد فيه حدة الاستقطاب والانقسام، في وقت يشهد فيه الشارع الأمريكي اضطرابًا غير مسبوق، ما يثير تساؤلات حول قدرة الدولة على احتواء الأزمة، أو ما إذا كانت البلاد متجهة نحو مزيد من التصعيد.
وتوقّع مراقبون أن يكون لهذه الاحتجاجات تأثير مباشر على المشهد الانتخابي، سواء بدفع الإدارة الحالية إلى مراجعة مواقفها، أو من خلال تعبئة القواعد المعارضة بشكل أوسع.
لكن يبقى مصير هذه التحركات مرهونًا بتطورات الأيام المقبلة، وما إذا كانت ستؤدي إلى تهدئة سياسية أو تفجّر أزمة أعمق.
