نشرت أسرة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ خطابًا نادرًا بخط يد إحدى الفنانات الراحلات، في خطوة تهدف إلى وضع حد للشائعات المتداولة منذ عقود حول زواجه السري من الفنانة الراحلة سعاد حسني. جاء نشر الخطاب بعد نحو نصف قرن على وفاة “العندليب الأسمر”، وذلك عبر صفحة محمد شبانة، نجل شقيق عبد الحليم، على موقع “فيسبوك”.
محتوى الخطاب العاطفي
تضمن الخطاب الذي نُشر كلمات مؤثرة من إحدى المعجبات أو المقربات، تعبر فيها عن مشاعر حب وعذاب وهجر، ما اعتبرته الأسرة دليلاً على عدم وجود زواج، إذ قالت فيه صاحبة الخطاب:
“حبيبي حليم… حاولت أن أنام وأنا أقنع نفسي أنك لا بد أن تتصل بي… إنني في قمة العذاب… أبكي ليلًا ونهارًا، ولا أحب أن ترى دموعي لأنني أحبك… ولماذا تكرهني بعد أن كنت تحبني؟… ولكنني أحبك يا حليم… إنني أتعس مخلوقة على وجه الأرض”.
ووصف محمد شبانة نشر الخطاب بأنه خطوة لإظهار الحقيقة بعد 31 عامًا من الجدل، مؤكدًا أن الراحلة سعاد حسني نفسها لم تدّعِ يومًا أنها تزوجت عبد الحليم حافظ.
وقال شبانة: “أنا حقيقي مرتاح وسعيد دلوقتي إن بعد 31 سنة قدرت أظهر الحقيقة لجمهورك وأيضًا لجمهور السيدة الفاضلة التي لم تتدّعِ أبدًا طوال حياتها أنها تزوجتك. ربنا يرحمك يا حليم ويرحمها ويرحم أمواتنا جميعًا”.
بيان رسمي من الأسرة
وأصدرت أسرة عبد الحليم حافظ بيانًا رسميًا، نفت فيه بشكل قاطع زواجه من سعاد حسني أو من أي سيدة أخرى، مشيرة إلى أن “الإشاعة ظهرت بعد وفاته بـ17 عامًا، ومن أشخاص كانوا يُفترض أنهم من أصدقائه، لكنها استمرت دون أي مستند أو دليل”.
وأضاف البيان: “كنت متأكدًا أن حليم لم يتزوج أبدًا، لأنه عاش لأهله وفنه، وكان مرضه يمنعه من الزواج خوفًا من أن يظلم زوجة وأبناء”. وأوضح محمد شبانة أنه أمضى سنوات طويلة في البحث عن دليل مادي ينفي تلك الشائعة، حتى عثر مؤخرًا على الخطاب ضمن أوراق العندليب الخاصة.
مفيد فوزي: “الزواج تم بشكل غير تقليدي”
من جانبه، كان الإعلامي الراحل مفيد فوزي قد تحدث سابقًا في لقاء مع الإعلامي عمرو الليثي ببرنامج “واحد من الناس”، مؤكدًا أن الزواج بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني قد تم بالفعل، لكن بطريقة “غير تقليدية”، حيث كانت سعاد تعيش في منزلها وحليم في منزله، بينما كان يتحمل المسؤولية عنها. وقال فوزي: “سعاد أعطتني صورة لهما في شكل عُرس، لنشرها على غلاف مجلة صباح الخير”.
انقسام في الروايات.. والحقيقة ضائعة؟
يبقى الجدل مستمرًا بين من يصدق رواية الأسرة والنفي القاطع للزواج، وبين من يعتمد على شهادات مقربين مثل مفيد فوزي. ومع غياب الوثائق الرسمية ومرور الزمن، تبدو الحقيقة حول العلاقة بين العندليب وسندريلا الشاشة العربية، كما وصفا، طي الكتمان، بين العاطفة والخصوصية، والأسطورة.
