في تحرك لافت داخل أروقة السياسة الأمريكية، تقدم 29 عضواً في مجلس الشيوخ بمشروع قرار يدعو إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى التدخل العاجل لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، مستخدمين ما وصفوه بـ”جميع الأدوات الدبلوماسية” لإنهاء هذه المأساة المستمرة.
ووصف المشرعون الأزمة الإنسانية في القطاع بأنها “كارثة إنسانية ذات أبعاد مأساوية”، معربين عن قلقهم العميق من استمرار المجاعة التي تهدد حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين.
مجاعة متوقعة كان يمكن تفاديها
السيناتور الديمقراطي بيتر ويلش أطلق تصريحات شديدة اللهجة، محذراً من أن نحو 500 ألف فلسطيني في غزة يواجهون خطر الموت جوعاً، مشيراً إلى أن الأطفال والرضع يموتون بالفعل بسبب نقص الغذاء والدواء.
وقال ويلش: “المجاعة في غزة مأساة كانت متوقعة، وكان بالإمكان تفاديها بالكامل، لكنها نتيجة مباشرة لحصار خانق منع دخول الغذاء والأدوية الأساسية، بما في ذلك أجهزة غسيل الكلى وحليب الأطفال ومواد الإيواء، وهو ما فاق قدرة العائلات الفلسطينية على التحمل.”
حرب مفتوحة وسط تجاهل دولي
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل عمليات عسكرية واسعة ضد سكان قطاع غزة، وصفتها منظمات دولية وحقوقية بـ”الإبادة الجماعية”، عبر سياسات منهجية تشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، رغم صدور أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف هذه الانتهاكات.
اتفاق هش ورفض إسرائيلي للتنفيذ
وفي سياق موازٍ، كانت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل قد انتهت مطلع مارس الماضي، بعد أن بدأ سريانه في 19 يناير 2025 بوساطة مصرية-قطرية ودعم أمريكي. ورغم التزام “حماس” الكامل ببنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية – تنفيذ المرحلة الثانية منه، رضوخاً لضغوط المتطرفين في ائتلافه الحاكم، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
