في تطور قضائي لافت، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم محاكمة بتهم فساد تُعد سابقة في تاريخ إسرائيل.
محاكمة نتنياهو
تعد هذه المحاكمة هي الأولى التي يُدلي فيها بشهادته كرئيس للحكومة أمام القضاة، بعد تأجيلها أكثر من مرة بسبب الحرب المستمرة ضد قطاع غزة.
تم نقل جلسات المحاكمة من القدس إلى قاعة “تحت الأرض” في تل أبيب، وفق ما ذكرته وسائل إعلام، وسط حالة من الترقب الشعبي والسياسي.
التهم الموجهة لـ نتنـياهو
التهمة الأولى: الحصول على هدايا فاخرة تصل قيمتها إلى 260 ألف دولار، تشمل سيجاراً وشمبانيا ومجوهرات، من رجال أعمال مقابل تقديم خدمات سياسية.
التهمة الثانية: التفاوض لتحسين تغطية إعلامية لصالحه من صحيفة “يديعوت أحرونوت”، مقابل تمرير قانون يُعيق توزيع صحيفة “إسرائيل حايوم” المجانية.
التهمة الثالثة: تسهيل اندماج اقتصادي لصديقه شاؤول إيلوفيتش، الذي يمتلك مجموعة “بيزك” للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية على موقع “والا” الإخباري.
سياق المحاكمة
تأتي هذه المحاكمة وسط أجواء مشحونة، حيث أثارت قضايا الفساد جدلاً واسعاً حول مدى شفافية النظام السياسي الإسرائيلي. وتُعد القضية التي بدأت في عام 2020 اختباراً لاستقلالية القضاء ومكانة نتنياهو السياسية.
تتواصل جلسات المحاكمة، وسط انقسام شعبي بين مؤيد ومعارض، مع تساؤلات حول ما إذا كان القضاء سيُحدث تغييراً جذرياً في مسار المشهد السياسي الإسرائيلي.
خلال الأيام الأخيرة، أدلى نتنـياهو بشهادته أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، محاولاً تبرئة نفسه من التهم التي يصفها بأنها “حملة ملاحقات سياسية”. ومع ذلك، يبدو أن الشارع الإسرائيلي فقد ثقته فيه، وفقًا لاستطلاعات الرأي التي تشير إلى تراجع شعبيته بشكل كبير.
سلسلة فضائح عائلية
لا تتوقف الانتقادات على بنيامين نتنيـاهو فقط، بل طالت زوجته سارة أيضًا، المتهمة بسوء استخدام المال العام في طلب وجبات فاخرة، إلى جانب اتهامات بإساءة معاملة الموظفين في منزلها، مما أدى إلى صدور أحكام بتعويضات للمتضررين.
أما نجله يائير، فقد أثار الجدل بممارسات مثل قيادة سيارة حكومية لزيارة نوادٍ ليلية، بجانب منشوراته المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.
نـ.ـتنياهو نفسه ليس جديدًا على الفضائح، بدءًا من شائعات عن علاقات غير شرعية في التسعينيات، مرورًا بقضايا إهدار المال العام على رحلات ومشتريات غير مبررة، وصولًا إلى اتهامات بتعيينات مشبوهة لخدمة مصالح سياسية.
بينما ينفي رئيس الوزراء الإسرائيلي جميع التهم الموجهة إليه، تشير التقارير إلى تراكم أدلة تدينه.
ومع استمرار الحرب والسياسات المثيرة للجدل، تتجه الأنظار إلى نتائج المحاكمة ومستقبل نتنياهو السياسي، الذي يبدو أكثر غموضًا من أي وقت مضى.
