استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، صباح اليوم السبت، نظيره السيشلي سيلفستر راديجوندي، في زيارة رسمية تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وتفتح الباب أمام تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء على خصوصية العلاقات بين مصر وسيشل، مشددًا على التطلع المشترك لدفع التعاون الاقتصادي والتجاري إلى آفاق أرحب، خاصة في ظل الانتماء المشترك لتجمع الكوميسا، وما يوفره ذلك من فرص لزيادة الصادرات المصرية، لاسيما في قطاع الأدوية الذي يتمتع بميزة تنافسية داخل الأسواق الأفريقية من حيث الجودة والأسعار.
اللقاء شهد توافقًا واضحًا في الرؤى تجاه عدد من القضايا الإقليمية، أبرزها تأمين ممرات الملاحة الدولية، في ضوء الموقع الاستراتيجي لسيشل قرب القرن الأفريقي، إلى جانب مناقشة تداعيات الأزمة في غزة، حيث شدد عبد العاطي على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي، واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، مع دعم الخطة العربية والإسلامية لإعادة إعمار القطاع.
وفي جانب التعاون الثنائي، اتفق الوزيران على أهمية تعزيز الشراكة في قطاع السياحة، باعتباره المحرك الرئيسي للاقتصاد السيشلي، حيث أبدى الوزير المصري استعداد بلاده لتقديم الخبرات وزيادة الاستثمارات في مجالات الفندقة والمنتجعات، إلى جانب تصدير تجهيزات الفنادق المصرية ذات الجودة العالية.
كما أعرب عبد العاطي عن التزام مصر بمواصلة دعم خطط سيشل التنموية، من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، بما يسهم في بناء قدرات الكوادر السيشلية، لا سيما في القطاع السياحي.
واختتم اللقاء بتوقيع مذكرة تفاهم بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات جوازات السفر الرسمية، في خطوة تهدف إلى تسهيل التنقل وتعزيز التنسيق بين الجانبين. وأشاد الوزيران بالتنسيق المستمر داخل الاتحاد الأفريقي، مؤكدين أهمية توحيد الجهود الأفريقية في مواجهة تحديات التغير المناخي، والدفع نحو إصلاح مؤسسات التمويل الدولية لتلبية احتياجات القارة.
الزيارة تمثل محطة جديدة في مسار العلاقات بين القاهرة وفيكتوريا، وتُرسّخ لمرحلة من التعاون البناء والمصالح المشتركة بين الشعبين الصديقين.
