مصر وجيبوتي – في تحرك استراتيجي يعكس توجه مصر نحو تعميق حضورها في القرن الإفريقي، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن حزمة من المشاريع الاقتصادية والتنموية في جمهورية جيبوتي، تستهدف تعزيز التعاون الثنائي وتوسيع نطاق الشراكة الإقليمية.
وشملت التحركات المصرية خمس مبادرات رئيسية، أبرزها تأسيس مجلس الأعمال المصري – الجيبوتي المشترك، الذي يهدف إلى تنشيط التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، وفتح آفاق جديدة أمام رجال الأعمال.
كما تقرر افتتاح مقر بنك “مصر – جيبوتي” خلال الأيام المقبلة، لتقديم خدمات مالية ومصرفية تدعم حركة التجارة وتُيسر الاستثمار، في خطوة تعزز التواجد المصري في الأسواق الإفريقية.
ومن بين المشاريع الحيوية أيضًا، إنشاء مركز لوجيستي مصري في المنطقة الحرة بجيبوتي، لخدمة الشركات المصرية وتسهيل دخول البضائع إلى أسواق شرق إفريقيا، ما يعزز التبادل التجاري الإقليمي.
وتشارك مصر في مشروع توسيع ميناء الحاويات في “دوراله”، بهدف زيادة كفاءة الميناء ورفع قدرته التشغيلية، ليصبح مركزًا محوريًا للتجارة البحرية في المنطقة.
أما المشروع الخامس، فيتمثل في تشييد شبكة طرق لربط ميناء جيبوتي بالشبكات الداخلية والإقليمية، لتسهيل حركة البضائع وتعزيز التكامل اللوجستي بين الدول الإفريقية.
تعكس هذه الخطوات استراتيجية مصرية واضحة نحو توطيد العلاقات مع الدول الإفريقية، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية والدولية، كما تؤكد على التزام القاهرة بدعم التنمية في إفريقيا، وتعزيز الشراكة على أسس من المصالح المتبادلة.
أصدرت مصر وجيبوتي بيانًا مشتركًا بمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي، والتي جاءت في إطار دعم وتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، ومواصلة بناء شراكة استراتيجية شاملة تشمل مختلف المجالات.
وأكد البيان أن زيارة السيسي تعكس عمق الأواصر الأخوية التي تجمع البلدين، وتأتي استكمالاً لمسار التعاون المستمر القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأوضح البيان أن الرئيسين السيسي ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيله عقدا مشاورات سياسية موسّعة، تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل التحديات التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
وشدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن، ومكافحة التطرف، والطاقة، والتجارة، والزراعة، والتعليم، والاتصالات، والصحة، والثقافة، والسياحة، والشباب والرياضة، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويدعم استقرارهما الإقليمي.
كما عبّر الرئيس السيسي عن تهنئة مصر لجيبوتي بمناسبة فوز وزير خارجيتها السابق محمود علي يوسف برئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، مشيدًا بكفاءة الدبلوماسية الجيبوتية، ودورها المتنامي في دعم القضايا الإفريقية على الساحة الدولية.