في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، أكدت مواقف القاهرة على أن مصر ضد التهجير رغم الضغوط التي تتعرض لها في هذا الصدد، وكثّفت مصر ودول عربية أخرى جهودها الدبلوماسية لرفض أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة، وأكدت القاهرة في بيان رسمي رفضها القاطع لأي مخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري، مشددة على أن ذلك يمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
مصر ضد التهجير.. تحركات دبلوماسية مكثفة
حذرت مصر من التداعيات الخطيرة للتصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي تحدثت عن خطط لترحيل الفلسطينيين، معتبرة أن مثل هذه التحركات تؤجج الصراع وتعرقل الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن أي تهجير قسري للفلسطينيين سيؤدي إلى تداعيات كارثية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي إطار جهودها الدبلوماسية، كثفت القاهرة اتصالاتها مع الأطراف الدولية والإقليمية، مؤكدة أن موقفها ثابت في دعم حقوق الفلسطينيين ورفض أي محاولات لفرض واقع جديد على الأرض، كما دعت مصر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية لمنع حدوث كارثة إنسانية جديدة.
إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية على أراضي المملكة العربية السعودية موجة غضب واسعة في العالم العربي، وأدانت مصر هذه التصريحات ووصفتها بأنها “غير مسؤولة”، مؤكدة أن السيادة السعودية “خط أحمر” لا يمكن المساس به، وأكدت القاهرة أن الحل الوحيد المقبول هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما لاقت تصريحات نتنياهو رفضًا شعبيًا واسعًا، حيث اجتاحت موجة من الغضب منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن رفضهم القاطع لأي مقترحات تمس بسيادة الدول العربية أو تنتهك الحقوق الفلسطينية.
مصر تتحرك دوليًا لمنع تهجير الفلسطينيين
على مدار الأشهر الماضية، لعبت مصر دورًا محوريًا في دعم الفلسطينيين ومواجهة المخططات التي تستهدف تهجيرهم، وارتكزت الجهود المصرية على ثلاثة محاور رئيسية: الدفع باتجاه وقف الحرب، تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والتصدي لأي محاولات لتهجير السكان.
وفي هذا السياق، أجرت القاهرة اتصالات مكثفة مع واشنطن وعواصم أوروبية، محذرة من أن أي محاولات لإعادة توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم ستؤدي إلى تصعيد خطير يهدد الأمن الإقليمي، ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين مصريين تأكيدهم أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قد تكون في خطر في حال استمرار هذه المخططات.

قمة عربية طارئة في القاهرة
وفي خطوة تعكس أهمية الموقف العربي الموحد، أعلنت مصر استضافة قمة عربية طارئة في 27 فبراير 2025، بالتنسيق مع مملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، وجامعة الدول العربية، وتأتي القمة استجابة لطلب فلسطيني وتنسيق مكثف مع الدول العربية لمناقشة التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية.
وبحسب بيان وزارة الخارجية المصرية، فإن القمة ستبحث سبل مواجهة التهديدات التي تستهدف الحقوق الفلسطينية، إلى جانب وضع آليات للتحرك العربي الموحد ضد المخططات الإسرائيلية.

موقف عربي موحد
أكدت مصادر دبلوماسية أن مصر أبلغت الولايات المتحدة باستحالة تنفيذ أي مخطط لتهجير سكان غزة، مشددة على تمسكها ببقاء الفلسطينيين في أرضهم، كما طالبت القاهرة إسرائيل بوضع جدول زمني واضح لإدخال المعدات اللازمة لإعادة إعمار القطاع.
وفي ظل هذه التطورات، تواصل القاهرة جهودها المكثفة لضمان تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية الحقوق الفلسطينية ومنع أي مخططات تهدف إلى تصفية القضية.
وتحمل التحركات المصرية رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن أي محاولات لفرض حلول غير عادلة أو تصفية القضية الفلسطينية لن تُقبل عربيًا، وستواجه رفضًا حاسمًا من الدول العربية والمجتمع الدولي، وتبقى مصر في طليعة الدول التي تدافع عن الحقوق الفلسطينية، مؤكدة أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.