في محاولة جديدة لإحياء الهدنة المتعثرة في قطاع غزة، قدمت مصر مقترحًا جديدًا لإعادة تفعيل وقف إطلاق النار، وسط تصاعد الهجمات الأخيرة، وفقًا لما أكده مسؤولان مطلعان.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، ينص المقترح المصري على أن تفرج حركة حماس عن خمسة رهائن أحياء، بينهم مواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، مقابل سماح إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار لمدة أسبوع. كما يتضمن الاتفاق الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
حماس ترد بإيجابية وإسرائيل تماطل
وأشار مسؤول في حركة حماس إلى أن الحركة “ردت بإيجابية” على المقترح المصري، لكنه لم يكشف عن تفاصيل إضافية.
في المقابل، تواصل إسرائيل التمسك بموقفها المتشدد، إذ رفضت استئناف وقف إطلاق النار أو الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق الذي طالبت به حماس. ومع ذلك، أبدت إسرائيل استعدادها لإجراء تعديلات تتضمن إطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين، قبل الدخول في محادثات حول وقف إطلاق نار دائم، والتي كان من المقرر عقدها في أوائل مارس الجاري.
من جهتها، أكدت حماس أنها لن تفرج عن الرهائن المتبقين، البالغ عددهم 59 شخصًا، بينهم 24 يُعتقد أنهم على قيد الحياة، إلا إذا شمل الاتفاق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، إلى جانب الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
حصيلة مأساوية وتصعيد مستمر
يأتي هذا التحرك الدبلوماسي وسط تصعيد إسرائيلي متواصل، إذ شنت إسرائيل هجمات جوية مكثفة الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين، في انتهاك واضح للهدنة السابقة.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 50,021 فلسطينيًا وإصابة 113,274 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن. كما لا يزال أكثر من 14,000 شخص في عداد المفقودين، ويُعتقد أن معظمهم دفنوا تحت أنقاض المنازل المدمرة والمباني المتضررة في أنحاء قطاع غزة.
هل تنجح جهود الوساطة؟
وسط استمرار الضغوط الدولية والدبلوماسية، يظل التساؤل مطروحًا حول مدى إمكانية نجاح المبادرة المصرية في تحقيق اختراق فعلي، أم أن تعنت إسرائيل سيظل العقبة الأكبر أمام إنهاء الحرب وإغاثة سكان غزة المنكوبين.