انطلقت اليوم الإثنين في السعودية محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس، في محاولة لتحقيق تقدم نحو وقف إطلاق نار شامل في أوكرانيا، مع تركيز خاص على اتفاق منفصل لوقف العمليات العسكرية في البحر الأسود، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة.
وتأتي هذه المفاوضات عقب لقاء عقده مسؤولون أمريكيون مع نظرائهم الأوكرانيين في الرياض، الأحد، حيث يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تكثيف جهوده لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. وجاء ذلك بعد اتصالات مباشرة أجراها ترامب الأسبوع الماضي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
أطراف التفاوض والمطالب المطروحة
يقود الوفد الأمريكي في المحادثات كل من أندرو بيك، المدير الكبير في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ومايكل أنطون، المسؤول البارز في وزارة الخارجية الأمريكية. وعلى الجانب الروسي، يشارك الدبلوماسي المخضرم جريجوري كاراسين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، إلى جانب سيرجي بيسيدا، مستشار مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB).
ووفقًا للبيت الأبيض، تتركز المفاوضات على التوصل إلى وقف إطلاق نار بحري في البحر الأسود، ما يسمح بحرية حركة الشحن في المنطقة، رغم أن البحر الأسود لم يكن ساحة لعمليات عسكرية مكثفة في الأشهر الأخيرة. كما تشمل المباحثات مناقشة خط السيطرة بين أوكرانيا وروسيا، وإجراءات التحقق وحفظ السلام، إضافة إلى مسألة إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نقلتهم روسيا إلى أراضيها.
تشكيك أوروبي وترقب دولي
وسط هذه الجهود، تسود أجواء من الشكوك لدى بعض الدول الأوروبية، خاصة في بريطانيا ودول حلف الناتو، حول مدى جدية موسكو في تقديم تنازلات حقيقية، في ظل تمسك بوتين بمطالبه منذ بداية الغزو عام 2022.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، أبدى ترامب ارتياحه لمسار المحادثات، مشيدًا بمشاركة بوتين فيها. وقال في تصريح يوم السبت: “الجهود لوقف التصعيد في أوكرانيا تسير تحت السيطرة إلى حد ما”.
من جانبه، أوضح وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أن محادثات بلاده مع واشنطن تناولت مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.
وفي محاولة لطمأنة حلفاء الناتو، أكد المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، أن أي اتفاق لن يمنح روسيا فرصة لتعزيز موقفها العسكري ضد جيرانها. وقال في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”: “لا أعتقد أن بوتين يسعى للسيطرة على أوروبا بأكملها، الوضع مختلف تمامًا عن الحرب العالمية الثانية”، مضيفًا: “أشعر أنه يريد السلام”.
هل تنجح المفاوضات؟
رغم استمرار التباينات الكبيرة في مواقف الأطراف المعنية، تُعد هذه المحادثات أول محاولة جدية منذ فترة لتحقيق اختراق دبلوماسي، سواء في البحر الأسود أو في مناطق القتال الرئيسية في أوكرانيا، ما يجعل نتائجها محل ترقب دولي واسع.
