في خضم الضغوط المتزايدة التي تفرضها الحياة اليومية، سواء في بيئة العمل الصاخبة أو زحام المدن الخانق، يبحث الكثيرون عن حلول بسيطة وفعّالة لتفريغ التوتر وتحسين صحتهم النفسية.
المفاجأة قد تكون كامنة في مكان غير متوقع على الإطلاق “حوض المطبخ”
كشفت دراسة علمية حديثة أن مهمة غسل الصحون، التي غالبًا ما تُعتبر عملًا روتينيًا مملًا، يمكن أن تتحول إلى تمرين ذهني قوي وقادر على تقليل مستويات التوتر بنسبة تصل إلى 27%. ولكن الشرط الأساسي لتحقيق هذه الفائدة هو التركيز والوعي الكامل أثناء الأداء.
غسل الصحون: ليست مجرد مهمة منزلية بل تقنية “اليقظة الذهنية”
تشير الدراسة إلى أن سر هذه الفعالية يكمن في الانتباه الدقيق للتفاصيل الحسية أثناء غسل الأطباق.
فملاحظة ملمس الماء، دفء الأواني، صوت تدفق المياه، ورائحة المنظفات، كلها عناصر تساعد الدماغ على الدخول في حالة من “اليقظة الذهنية” (Mindfulness).
هذه التقنية النفسية، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض مستويات القلق وتعزيز الشعور بالهدوء، تحوّل النشاط اليومي البسيط إلى نوع من التأمل العلاجي.
ووفقًا لما نشره موقع “ذا صن”، فإن هذه الحالة من اليقظة الذهنية تُسهم في تقليل إفراز هرمون الكورتيزول، المعروف بكونه الهرمون المسؤول عن الشعور بالتوتر. بهذا، تتحول مهمة غسل الصحون من عبء إلى فرصة لاستعادة التوازن النفسي.
غسل الصحون كعلاج سلوكي: شرط أساسي للنجاح
قد يبدو الأمر طريفًا للبعض، لكنه بالفعل أحد أساليب العلاج السلوكي المعترف بها. بدأت بعض مراكز العلاج النفسي في دمج مهام منزلية بسيطة، مثل ترتيب السرير وطي الملابس، ضمن برامجها العلاجية لفعاليتها. والآن، ينضم غسل الصحون إلى هذه القائمة.
ومع ذلك، تكمن الفاعلية في التركيز الكامل على المهمة فالانغماس في التفكير بمشكلات الحياة اليومية أثناء الغسل لن يحقق أي نتائج نفسية إيجابية.
يجب أن يكون الهدف هو الانفصال عن الضغوط والتركيز على اللحظة الحالية.