أكدت الدكتورة رحاب الفقي، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن غياب الأب عن الأسرة يخلق تحديًا كبيرًا في تحقيق التوازن النفسي والتربوي للأبناء. وأشارت خلال ظهورها في برنامج “وللنساء نصيب” على قناة “صدى البلد” إلى أن الأم وحدها قد تواجه صعوبة في تعويض هذا الغياب، نظرًا لأهمية الدور الأبوي في بناء شخصية الطفل.
السلطة الأبوية وأثرها على التكوين النفسي
أوضحت الفقي أن وجود الأب يمثل عنصرًا أساسيًا في حياة الطفل منذ مرحلة مبكرة، بدءًا من عمر السنتين، حيث يساهم في تشكيل الصورة الأبوية داخل نفس الابن أو الابنة. ولفتت إلى أن علم النفس يدرس هذه العلاقة من خلال نظريات مثل “عقدة أوديب” للأبناء و”عقدة إليكترا” للبنات، والتي تُظهر مدى تأثير العلاقة العاطفية مع الوالدين على شخصية الأبناء في المستقبل.
التحديات التي تواجهها الأم
أضافت الفقي أن غياب الأب يترك فراغًا نفسيًا يصعب على الأم ملؤه، حتى ببذل أقصى الجهود. وتابعت: “المراهقة مرحلة تكشف نتائج هذا الغياب، حيث نلاحظ مثلًا ارتباط الابنة الشديد بأبيها على حساب علاقتها بأمها في بعض الحالات”. وشددت على أن تكامل الأدوار بين الأب والأم ضروري لضمان نشأة أطفال يتمتعون بصحة نفسية وسلوكية سليمة.
اختتمت الدكتورة رحاب حديثها بتأكيد أن الأسرة الناجحة تحتاج إلى التعاون بين الوالدين، معترفةً بأن تعويض غياب الأب ليس أمرًا سهلًا، لكن الوعي بالتحديات واتباع أساليب تربوية مدروسة يمكن أن يخفف من الآثار السلبية على الأبناء.