أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن المباحثات المكثفة التي تجريها الهيئة مع الخطوط الملاحية العالمية بدأت تؤتي ثمارها، مع وجود مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار إلى البحر الأحمر. وكشف أن 47 سفينة قامت بالفعل بتعديل مسارها للعبور عبر القناة بدلاً من الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، وذلك منذ بداية الشهر الجاري.
قناة السويس تتحدى الأزمات
وخلال كلمته في افتتاح مؤتمر مارلوج 14 للنقل البحري واللوجستيات، أوضح ربيع أن أزمة البحر الأحمر فرضت تحديات أمنية غير مسبوقة أثرت على استدامة سلاسل الإمداد العالمية، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود الدولية لاحتواء هذه التداعيات وضمان استمرارية الخدمات البحرية.
وأشار إلى أن هيئة قناة السويس تحركت بسرعة لمواجهة هذه الأزمة عبر تعزيز التواصل المباشر مع الخطوط الملاحية، وتثبيت السياسات التسعيرية، بالإضافة إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات البحرية واللوجستية، بما في ذلك صيانة وإصلاح السفن، والإنقاذ البحري، ومكافحة التلوث، والإسعاف البحري.
مشروعات تطويرية رغم التحديات
ورغم التحديات، نجحت قناة السويس في تحقيق إنجاز استراتيجي جديد عبر إنهاء مشروع تطوير القطاع الجنوبي وتشغيله، مما يعزز الأمان الملاحي ويقلل تأثيرات التيارات المائية على السفن العابرة، إضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بمعدل 6 إلى 8 سفن يوميًا.
توطين صناعة السفن.. خطوة نحو المستقبل
وفي خطوة لدعم الصناعة الوطنية، كشف رئيس الهيئة عن مشروع جديد لإنشاء أول مصنع مصري وأفريقي لبناء البنتونات الخرسانية العائمة بشركة القناة للموانئ، مما يوفر بديلًا محليًا بأسعار أقل بنسبة 60% مقارنة بالاستيراد.
وأضاف أن الهيئة أحرزت تقدمًا كبيرًا في ترسيخ صناعة القاطرات البحرية داخل ترساناتها بالتعاون مع القطاع الخاص، إلى جانب التوسع في بناء الوحدات البحرية المختلفة، مما يعزز مكانة مصر كدولة رائدة في قطاع النقل البحري.
