شهدت سيناء على مر تاريخها معارك عدة من العدو الصهيوني للإرهاب ولكنها خرجت في الآخر صامدة أبية بقوة أبنائها وسواعدهم، وفي ذكرى تحرير سيناء الـ 43 نستعرض معكم كيف تحولت شبه جزيرة سيناء، التي لطالما ارتبط اسمها في الأذهان بتاريخ طويل من البطولات والمعارك، إلى ورشة عمل تنموية كبرى تشهد انطلاقة غير مسبوقة في مختلف القطاعات.
ذكرى تحرير سيناء وأهم المشروعات التنموية على أرض الفيروز
في مشهد يعكس التحول من الماضي إلى المستقبل، تمتد المشروعات القومية من رفح الجديدة على الحدود الشرقية، إلى طابا مرورًا بالعريش وبئر العبد، لترسم ملامح نهضة شاملة تقودها إرادة سياسية طموحة ورؤية استراتيجية بعيدة المدى.
رفح الجديدة مدينة الأمل والسلام
في مقدمة هذه المشروعات، تقف مدينة رفح الجديدة كأحد رموز التحول العمراني في شمال سيناء. لم تعد المدينة مجرد تصور على الورق، بل أصبحت واقعًا ملموسًا يحتضن أبناء رفح الأصلية، ويوفر لهم بيئة سكنية متكاملة بمرافقها وخدماتها.
المرحلة الأولى، التي تضم 1,400 وحدة سكنية و400 بيت بدوي، تمثل بداية لمدينة حضارية تراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمع السيناوي، وتوفر سبل العيش الكريم والأمان بعد سنوات من الانتظار.
ميناء العريش.. نافذة سيناء على التجارة العالمية
في شمال سيناء، يتواصل العمل بوتيرة متسارعة في ميناء العريش البحري، ليصبح مركزًا محوريًا لتصدير الموارد الطبيعية، خاصة الرمال الزجاجية والخامات التعدينية. المشروع يشمل أرصفة بحرية جديدة، وتوسعة للحاجز الشرقي، وساحات تخزين ضخمة، بهدف مضاعفة القدرة الاستيعابية وتعزيز موقع الميناء في سلاسل الإمداد العالمية.
تطوير الميناء يأتي في إطار خطة متكاملة لدمج سيناء ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتحويلها إلى محور تجاري وصناعي رئيسي.
قطار سيناء.. ربط استراتيجي وتنمية شاملة
مشروع قطار سيناء، الذي طال انتظاره، يشكل طفرة في ربط وادي النيل بسيناء عبر خطوط سكك حديدية حديثة. الأعمال الجارية تشمل تأهيل خط الفردان – بئر العبد بطول 80 كم، إلى جانب ربطه بشرق بورسعيد بخط جديد بطول 44 كم، ما يسهم في نقل البضائع والركاب بكفاءة ويعزز فرص التوطين الصناعي في سيناء.
ويُعد كوبري الفردان المعدني عنصرًا حيويًا في هذا المشروع، حيث أعيد تأهيله ليشكل نقطة عبور استراتيجية فوق قناة السويس.
ممر العريش – طابا.. شريان تنموي جديد
في سياق تعزيز البنية التحتية، تنفذ الدولة ممرًا لوجستيًا استراتيجيًا بين العريش وطابا، يشكل طريقًا حيويًا لنقل المنتجات الزراعية والتعدينية من عمق سيناء إلى الأسواق العالمية. يشمل المشروع خطوط سكك حديدية وأعمال تطوير شاملة للبنية التحتية، ما يسهم في تنشيط الحركة التجارية وفتح آفاق استثمارية جديدة.
سلام مصر.. مدينة ذكية تتوسط بوابة الشرق
في شرق بورسعيد، تتبلور ملامح مدينة “سلام مصر” كمجتمع ذكي متكامل، يجمع بين السكن والخدمات والتعليم والبحث العلمي. المدينة التي تُقام على مساحة 202 فدان، تضم 8,360 وحدة سكنية، إلى جانب منشآت تعليمية وصحية ورياضية، فضلًا عن جامعة إقليمية ومركز أبحاث دولي، كما يجري إنشاء محطة كهرباء ومحطة تحلية مياه لخدمة سكان المدينة، في خطوة تستهدف دعم الاستقرار السكاني وجذب الكفاءات إلى المنطقة.
تجمعات تنموية في قلب الصحراء
في مراكز نخل والحسنة بوسط سيناء، أنشأت الدولة 10 تجمعات تنموية زراعية وسكنية، توفر أراضي زراعية وخدمات متكاملة للمستفيدين من مختلف المحافظات. هذه التجمعات، مثل “النثيلة” و”الخفجة”، تمثل نموذجًا لمجتمعات جديدة تنمو من قلب الصحراء، وتحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وتوفر فرص عمل في قطاعات الزراعة والإنتاج الحيواني.
سيناء.. بوابة الأمل ومستقبل التنمية
المشروعات القومية التي تشهدها سيناء اليوم لا تقتصر على تطوير البنية التحتية، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا في رؤية الدولة تجاه شبه الجزيرة، كمركز متكامل للتنمية والسكان والصناعة، إنها خطوات تؤكد أن سيناء لم تعد ساحة معارك فحسب، بل أصبحت ميدانًا للبناء، وزرعًا لبذور الأمل، وانطلاقة نحو غدٍ يحمل الازدهار لكل المصريين.
