لا تزال منطقة الساحل الشرقي لأستراليا تعاني من آثار فيضانات كارثية بدأت يوم الجمعة الماضية، وأسفرت عن وفاة خمسة أشخاص وانهيار مئات المباني السكنية، وفق ما أفادت به وكالة رويترز.
وبحسب السلطات، فإن نحو 32 ألف شخص في 14 بلدة بشمال ولاية نيو ساوث ويلز ظلوا معزولين منذ بدء الفيضان، وسط صعوبات بالغة في الوصول إليهم بسبب غمر الطرقات وانهيار البنية التحتية.
ووصل، صباح الأحد، عشرات من عمال الطوارئ من مختلف أنحاء أستراليا ونيوزيلندا إلى المناطق المنكوبة، في مهمة ضخمة لتقييم حجم الأضرار التي طالت آلاف المنازل. وقد أعلنت السلطات المحلية أن أكثر من 400 عقار أصبحت غير صالحة للسكن، ومن المتوقع أن يرتفع العدد في الأيام القادمة.
وفيما بدأ انحسار مياه الفيضانات تدريجيًا خلال اليومين الماضيين، لا تزال أكثر من 60 منطقة خاضعة لتحذيرات الطوارئ. وشددت المجتمعات المحلية على ضرورة الاستعداد للإخلاء وتجنب العودة إلى المناطق المغمورة بالمياه.
وأكد دانيال أوستن، نائب مفوض خدمات الطوارئ في نيو ساوث ويلز، أن التعليمات لا تزال سارية رغم رغبة كثير من المواطنين في العودة إلى منازلهم. وقال:
“لا نريد المزيد من الأذى، وبالتأكيد لا نريد المزيد من الوفيات مستقبلًا”.
وفي غضون 24 ساعة فقط، تعاملت فرق الطوارئ مع 328 حادثة، منها 16 عملية إنقاذ من الفيضانات، ليصل إجمالي الاستجابات الحرجة منذ بدء الأزمة إلى أكثر من 7400 حالة.
وفي مدينة واوتشوب، استخدم فريق إطفاء طائرة مسيرة لتوجيه عمليات إنقاذ في المناطق الحرجية المغمورة بالمياه، حيث تمكن الفريق من إنقاذ شخصين بعد تحديد موقعهما عبر ضوء الطائرة.
وفي تصريح مؤثر، أعلنت لير بونتين، عمدة مجلس ميدكوست، أن فرق الإنقاذ تعاني من الإنهاك الشديد، مشيرة إلى استقدام نحو 200 عامل طوارئ إضافي لتعزيز جهود الإغاثة والإنقاذ.
وأكدت بونتين أن الأولوية الآن هي إعادة توصيل الغذاء والدواء والمواد الأساسية إلى المناطق المعزولة، إلى جانب دعم عمليات التنظيف وإعادة الإعمار.
تحذيرات من طقس سيئ الأسبوع المقبل
وفي تطور يزيد من تعقيد المشهد، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الأسترالية من أن أقوى جبهة باردة هذا العام ستضرب ولاية نيو ساوث ويلز خلال الأيام المقبلة، محذرة من أمواج عالية، ودرجات حرارة منخفضة، ورياح تصل سرعتها إلى 90 كم/ساعة، ما قد يفاقم من آثار الفيضانات ويعرقل جهود الإغاثة.
