في ظل تزايد حالات التحرش الجنسي بالأطفال حول العالم، أصبح من الضروري التعرف على العلامات غير المباشرة التي قد تدل على تعرض الطفل لاعتداء، خاصةً أنه نادرًا ما يصرح بها بسبب الخوف أو التهديد أو عدم الفهم الكافي لما حدث.
علامات تحذيرية في لغة الجسد والسلوك
كشف خبراء علم النفس والتربويون أن هناك مجموعة من الإشارات الجسدية والسلوكية التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش، ومن أبرزها:
- تغيرات مفاجئة في السلوكيات اليومية
العزلة والانسحاب الاجتماعي: تجنب التفاعل مع العائلة أو الأصدقاء بعد أن كان اجتماعيًا.
العدوانية أو نوبات بكاء غير مبررة: ردود فعل عاطفية حادة دون سبب واضح.
تراجع مفاجئ في المستوى الدراسي: فقدان التركيز أو عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.
- لغة الجسد الدفاعية
تقاطع الذراعين أو انكماش الجسم: كعلامة على الشعور بعدم الأمان.
تجنب التواصل البصري: خاصة مع أشخاص معينين قد يكونون مرتبطين بالصدمة.
التجمد (Freezing): توقف الطفل عن الحركة عند الاقتراب منه أو لمسه.
- ردود فعل جسدية غير طبيعية
النفور من اللمس: رفض العناق أو المداعبات حتى من الوالدين.
ارتعاش اليدين أو تغير نمط التنفس عند الحديث عن مواقف معينة.
التشبث بالملابس أو الأغراض الشخصية كحاجز وقائي.
- سلوكيات جنسية غير مناسبة للعمر
استخدام مصطلحات أو إيماءات جنسية لا تتناسب مع مرحلته العمرية.
اللعب بطريقة تحاكي السلوك الجنسي مع الدمى أو الأطفال الآخرين.
الخوف من تغيير الملابس في وجود الآخرين.
- أعراض جسدية وصحية
آلام متكررة دون سبب طبي (مثل آلام المعدة أو الصداع).
اضطرابات النوم: كوابيس، تبول لا إرادي، أو الخوف من النوم بمفرده.
إصابات غير مبررة في المناطق الحساسة.
كيف يجب أن يتصرف الأهل والمربون؟
وفقًا لتوصيات منظمة “اليونيسف” ومراكز حماية الطفل، فإن الخطوات التالية ضرورية عند ملاحظة هذه العلامات:
التواصل بحذر وهدوء: تجنب إلقاء الأسئلة المباشرة التي قد تشعر الطفل بالذنب.
الاستعانة بمتخصصين: مثل الأخصائيين النفسيين أو العاملين الاجتماعيين.
تعزيز الثقة: طمأنة الطفل بأنه لن يُعاقب على كشف الحقيقة.
التثقيف الوقائي: تعليم الطفل حدود جسده وحقه في رفض اللمس غير المرغوب فيه.
تشير الإحصائيات إلى أن معظم حالات التحرش بالأطفال يتم كشفها متأخرًا بسبب صمت الضحايا أو عدم انتباه المحيطين. لذا، يبقى الوعي بهذه العلامات أول خطوة نحو الحماية والتدخل المبكر.