فتحت السلطات الإيرانية تحقيقًا عاجلًا لكشف ملابسات انفجار ميناء بندر عباس الإيراني، حيث وقع انفجار ضخم في مخزون للوقود بميناء الشهيد رجائي، في مدينة بندر عباس جنوبي البلاد، مما أسفر عن وقوع مئات الإصابات وأضرار مادية جسيمة، وفق ما أفادت به وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية.
انفجار ميناء بندر عباس الإيراني.. دمار واسع وخسائر بشرية كبيرة
أفادت وكالة “تسنيم” أن شدة الانفجار دمرت مبنى إداريًا بالكامل وألحقت أضرارًا جسيمة بعدد كبير من المركبات، وسط أنباء عن إصابة أكثر من 560 شخصًا، فيما لا تزال الحصيلة النهائية قيد التحقق.

هرعت فرق الإطفاء والإنقاذ إلى الموقع فور وقوع الحادث، وتم تعليق كافة أنشطة الميناء ووضع المنطقة تحت سيطرة القوات الأمنية، مع إعلان حالة الطوارئ في مدينة بندر عباس والمستشفيات القريبة.
الشركة الوطنية للنفط تنفي مسؤوليتها
وفي أول رد رسمي، أكدت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط أن الانفجار لم يمس منشآتها أو مصافيها، مشددة على استمرار العمليات النفطية دون انقطاع.
دعم عسكري لاحتواء الأزمة
تحركت وحدات من القوات البحرية للجيش والحرس الثوري الإيراني لدعم جهود السيطرة على الموقف، بحسب ما أعلن محافظ هرمزغان، فيما أشار مدير خلية الأزمة، مهرداد حسن زادة، إلى أن عمليات الإطفاء لا تزال جارية.
اتهامات ونفي إسرائيلي
في أول تعليق خارجي، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي “لا علاقة له بالانفجار”، وسط تصاعد الشكوك في توقيت الحادث الذي تزامن مع انطلاق محادثات نووية بين طهران وواشنطن في سلطنة عمان.
انفجار يهز المدينة وأصداؤه تتجاوز الحدود
ذكرت وسائل إعلام محلية أن دوي الانفجار كان قويًا للغاية، مما تسبب في تحطم نوافذ مبانٍ تبعد كيلومترات عدة عن الميناء، فيما شوهدت سحب الدخان تتصاعد في سماء بندر عباس، وسمع صوت الانفجار حتى في جزيرة قشم المجاورة.
خلفية: تهديدات إلكترونية سابقة
يشار إلى أن ميناء الشهيد رجائي تعرض عام 2020 لهجوم إلكتروني نسب إلى إسرائيل، مما أسفر حينها عن اضطراب كبير في حركة الملاحة، وسط توترات إقليمية متزايدة.
بينما تتواصل جهود السيطرة على الوضع، تواصل السلطات الإيرانية تحقيقاتها لتحديد أسباب الانفجار ودوافعه، وسط حالة من الترقب الداخلي والإقليمي.
ومع استمرار حالة الطوارئ في ميناء الشهيد رجائي وتزايد التساؤلات حول خلفيات الانفجار، تترقب الأوساط الإقليمية والدولية نتائج التحقيقات التي قد تكشف عن خفايا تتجاوز مجرد حادث عرضي. وبينما تنفي إسرائيل أي صلة لها بالحادث، يبقى المشهد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، في توقيت بالغ الحساسية تشهده المنطقة مع تصاعد التوترات النووية بين طهران وواشنطن.