رغم فرح الموالين للمعارضة السورية المسلحة التي أطاحت بحكم بشار الأسد، إلا أن هناك حالة من الترقب الحذر حول مستقبل سوريا في ظل حالة الفراغ السياسي التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي، ومصير، فرغم سقوط حكم بشار إلا أن البلاد لم تتحرر من القواعد العسكرية لدول أجنبية أبرزها أمريكا وروسيا، ولا شك أنهم لديهم أهداف لم تنتهي بنهاية النظام السابق بل ويبدو أنها بدأت للتو.
لن تتنازل روسيا بكل بساطة عن وجودها في سوريا، طالما أن أمريكا موجودة، وأمريكا أعلنتها صراحة على لسان رئيسها جو بايدن بأنها لن تترك قواعدها في سوريا وقواتها لديها دور في المرحلة المقبلة، وعلى الجانب الآخر أكدت روسيا أنها ستقوم بكل ما يلزم لضمان أمن قواعدها في سوريا، لذلك يبدو أن ساحة الحرب لم تنتهي بعد.
هذا ناهيك عن تعدد الفصائل المسلحة التي إن لم تتحد من أجل مستقبل بلادها وتغليب مصلحة سوريا فوق أي مطامع شخصية ربما ستمون بمثابة قنبلة موقوتة، لذلك يرى المحللون السياسيون أن مستقبل دمشق لا يزال يشوبه كثير من الغموض، بل ويرجح البعض سيناريوهات سوداوية للمرحلة المقبلة في سوريا، ونقدم لكم في التقرير التالي قراءة للأحداث الأخيرة في سوريا وتوقعات المحللين والخبراء.
ماذا حدث في سوريا؟
بدأ التصعيد المتسارع للأحداث قبل أيام قليلة، فبعد أن كان الوضع في سوريا شبه مستقر لصالح نظام الأسد وسيطرته على معظم مناطق الصراع، إلا أنه في غضون 12 يومًا سقط نظام بشار الأسد بعد حوالي 25 عامًا من حكمه للبلاد، وبعد 13 عاما على اندلاع الثورة السورية.
بدت الأوضاع في سوريا مستقرة ميدانيا وسياسيا منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في مارس عام 202، برعاية روسية تركية، حيث توقفت على إثره العمليات العسكرية بين قوات المعارضة والقوات الحكومية في الشمال الغربي من سوريا، واستغلت المعارضة المسلحة هذه الفترة في تعزيز قدراتها العسكرية والعمل على تحويلها لقوات أكثر نظامية.

وعلى الجانب الآخر، شهدت القوات الحكومية تدهورا متزايدا بفعل عدة عوامل سياسية واقتصادية، أبرزها انهيار العُملة وضعف الاقتصاد، بجانب انشغال حلفائه في صراعات أخرى، فالحليف الأكبر روسيا ركز على حربه في أوكرانيا، وكذلك إيران بعد اندلاع عملية طوفان الأقصى في غزة والحرب مع الفلسطينيين، وكذلك اغتيال حسن نصر الله وإضعاف حزب الله، كل تلك العوامل ساهمت في تسريع عملية سقوط نظام الأسد.
في 26 نوفمبر الماضي قصفت مدفعية النظام مدينة أريحا بريف حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، ما أسفر عن مقتل وإصابة 16 شخصًا، الأمر الذي زاد من تأجيج الوضع الميداني، وجاء رد المعارضة سريعًا، ففي صباح اليوم التالي الموافق 27 نوفمبر شنت فصائل المعارضة السورية، عملية عسكرية ضد القوات الحكومية السورية وحلفائها، وحققت تقدم ملحوظ أظهر تقدمها وتماسكها عن ذي قبل
ونجحت المعارضة في السيطرة على 20 بلدة وقرية في ريفي حلب وإدلب، إلى جانب قاعدة الفوج 46، النقطة الإستراتيجية الأهم في الطريق إلى حلب، ومنها إلى حلب وحماة وحمص حتى وصلوا إلى العاصمة دمشق والسيطرة على التليفزيون السوري وإعلان سقوط حكم بشار الأسد، وبعدها أعلنت روسيا موافقتها على لجوء الأسد لأسباب إنسانية.
حكم بشار.. المعارضة السورية تفتح السجون وتحرر المعتقلين والسجناء
وافق عمليات استيلاء فصائل المعارضة السورية على مدن سوريا المختلفة، اقتحامها العديد من السجون وتحرير السجناء والمعتقلين، كان أبرزها سجن صيدنايا في ريف دمشق، أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، وأظهرت لقطات فيديو خروج عدد من المعتقلين من السجون وسط مشاعر اختلط بها الدهشة بالبكاء بالفرح.
كما فتحت الفصائل سجن عدرا المركزي بريف دمشق أمام جميع السجناء، وفي مدينة حمص، فتح عناصر الشرطة أبواب السجن المركزي أمام المساجين، من دون تقديم أي تفسيرات، بجانب فتح المعارضة سجن مدينة حلب المركزي وسيطرت عليه بالكامل.
ماذا بعد الأسد وزوال حكم بشار
بعد سقوط الأسد يتابع العالم بقلق بالغ تطورات ما يحدث فى سوريا، ومع تسارع الأحداث يصعب التكهن بما قد يحدث فى المستقبل القريب، ولكن يتوقع الخبراء السياسيين أهوالا أعظم من الأسد كما قالت صحيفة التليجراف البريطانية، ومع ضعف حزب الله وإيران وتقويض الوجود الإيراني في المنطقة سيتنامى نفوذ إسرائيل في المنطقة وهو ما حدث بالفعل، فبعد ساعات قليلة من الإعلان عن سقوط بشار، استغلت إسرائيل الفرصة وتوغلت في الجولان السوري واستولت على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة.، لذلك يمكن القول أن الثورة نجحت في إنهاء حكم بشار، لكن الحرب الأهلية فى سوريا ربما لم تنته بعد.