في تطور مفاجئ على الساحة الإقليمية، كشفت تقارير إعلامية عن عقد محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل خلال الفترة الأخيرة، في مؤشر محتمل على بداية تحوّل في العلاقات بين الجانبين بعد عقود من القطيعة والصراع.
اقرأ أيضا:- الخارجية الأمريكية: رفع العقوبات عن سوريا يهدف لتجنب تحولها إلى دولة فاشلة
محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل
وأفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، نقلاً عن مصدر إسرائيلي مطلع، بأن اللقاءات جرت في أذربيجان بحضور اللواء عوديد باسيوك، رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب ممثلين عن الحكومة السورية، وبمشاركة مسؤولين أتراك.
ورغم عدم تأكيد الجيش الإسرائيلي لهذه الأنباء أو نفيها، فإنه شدد على أنه لم تجرِ أي محادثات مباشرة مع الجانب السوري من قبل مسؤولين عسكريين.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق حول وجود لقاءات مباشرة.
مفاوضات غير مباشرة
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد لمح في تصريحات سابقة إلى وجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل تهدف إلى وقف التصعيد العسكري المتكرر على الأراضي السورية، وذلك في إطار تجنب الانزلاق إلى مواجهات شاملة قد تخرج عن السيطرة.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقى الرئيس السوري في السعودية مؤخراً، حيث عرض رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق، مقابل تنفيذ سلسلة من المطالب، من بينها بدء مسار تطبيع العلاقات مع تل أبيب، والتعاون في مكافحة الإرهاب، وخاصة تنظيم داعش.
الأزمة السورية
ومنذ اندلاع الأزمة السورية، نفذت إسرائيل عشرات الهجمات الجوية داخل سوريا، بدعوى استهداف مواقع عسكرية إيرانية أو فصائل مسلحة تهدد أمنها، كما فرضت منطقة عازلة جنوب البلاد لحماية الأقلية الدرزية، واستمرت في احتلال مرتفعات الجولان منذ عام 1967، بعد أن ضمّتها لاحقاً بشكل أحادي.
في هذه الأثناء، لا تزال الإدارة الأمريكية تدرس تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا. فقد أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها تعمل على إصدار إعفاءات محددة لجذب الاستثمارات وإعادة بناء الاقتصاد السوري، دون إلغاء كامل للعقوبات في الوقت الراهن.
وأوضح وزير الخارجية ماركو روبيو أن هذه الخطوات مشروطة بتقدم ملموس، مؤكداً أن العودة الدورية لمراجعة العقوبات كل ستة أشهر قد تعرقل الجهود الاستثمارية.
وفي المقابل، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مخاوفه من تخفيف العقوبات، مشيراً إلى إمكانية تكرار سيناريوهات أمنية مشابهة لأحداث 7 أكتوبر 2023، عندما نفذت حماس هجوماً مفاجئاً على إسرائيل.
