كشفت دراسة طبية حديثة نُشرت في المجلة الأمريكية في 14 مايو، عن مفارقة صحية لافتة، إذ تبين أن الرجال المصابين بـ”متلازمة القلب المكسور” — رغم كون النساء هم الأكثر عرضة للإصابة بها — يواجهون خطر الوفاة ومضاعفات خطيرة بمعدل يزيد عن ضعف ما تواجهه النساء.
ووفقًا لموقع “هيلث لاين”، توصلت الدراسة إلى أن الرجال المصابين باعتلال عضلة القلب الناتج عن التوتر العاطفي أو الجسدي، يعانون من أعراض أكثر شدة، ونسب وفيات أعلى، مقارنة بنظرائهم من النساء، على الرغم من أن النساء يشكلن نحو 80% من الحالات المسجلة.
وقال الدكتور محمد رضا، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ الطب بجامعة أريزونا:
“لقد فوجئنا بارتفاع معدلات الوفيات بين الرجال المصابين، فضلًا عن زيادة مضاعفاتهم داخل المستشفى. استمرار هذا الاتجاه يثير القلق ويدعو لمزيد من الأبحاث لإيجاد خيارات علاجية أكثر فعالية.”
وتُعد “متلازمة القلب المكسور”، أو ما يعرف علميًا بـاعتلال عضلة القلب التسلخي، حالة مؤقتة تصيب القلب نتيجة ارتفاع مفاجئ في هرمونات التوتر، غالبًا إثر صدمة عاطفية شديدة أو حادث جسدي. يتضخم خلالها جزء من القلب ويضعف في ضخ الدم، ما يؤدي إلى أعراض حادة تشبه أعراض النوبات القلبية، مثل:
ألم مفاجئ في الصدر
ضيق تنفس
خفقان القلب
دوار
تعرّق بارد
وأظهرت الدراسة، التي امتدت بين عامي 2016 و2020، وشملت ما يقرب من 200 ألف حالة، أن متوسط عمر المصابين بلغ 67 عامًا، وكان البيض يمثلون 80% من إجمالي الحالات، ما يشير إلى وجود تفاوتات عرقية في معدلات الإصابة.
ورغم أن النساء كن الغالبية العظمى، إلا أن الرجال أظهروا معدلات وفاة داخل المستشفيات تزيد بأكثر من الضعف، وهو ما أرجعته بعض التفسيرات إلى صورة نمطية طبية ربطت المتلازمة بالنساء فقط، مما أدى إلى تشخيص وتأخر علاج الحالات الذكورية بشكل أقل دقة.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تفتح الباب أمام إعادة النظر في التوعية والتشخيص والعلاج الخاص بمتلازمة القلب المكسور، مع التشديد على ضرورة عدم تجاهل الإصابة بها لدى الذكور، حتى وإن بدت أقل شيوعًا.