غادر الملياردير الأميركي إيلون ماسك المشهد السياسي الأميركي بعد ثلاثة أشهر فقط من قيادته لوزارة “الكفاءة الحكومية”، التي أنشأها الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية. مغادرته جاءت بصمت وإحباط، بعد فشل جهوده في خفض الهدر الحكومي وتحقيق وفورات مالية كبرى، كانت تُقدَّر بتريليوني دولار.
خسائر مالية وأداء سلبي
وبحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز، لم ينجح ماسك في تقديم نتائج ملموسة على المستوى الحكومي، كما انعكست تجربته سلباً على شركته “تسلا”، التي تضررت ماليًا وسمعيًا. وانخفضت ثروته الشخصية بنحو 130 مليار دولار منذ عودته إلى واشنطن، في ظل اضطرابات داخل عدد من الوكالات الحكومية التي تأثرت بالإجراءات التقشفية دون نتائج فعلية.
“القبة الذهبية”: المشروع الوحيد الذي نجا
رغم إخفاقات التجربة، قد يثمر التعاون بين إدارة ترامب وماسك عن مشروع دفاعي ضخم يُعرف بـ”القبة الذهبية”، المصمم لمحاكاة منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية على نطاق أميركي واسع. المشروع، الذي تشارك فيه “سبيس إكس” إلى جانب شركتي “بالانتير” و”أندريل”، يُتوقع أن يكون من بين أضخم الإنفاقات الدفاعية في تاريخ الولايات المتحدة.
سمعة تسلا على المحك
مواقف ماسك السياسية وتصريحاته على منصة “إكس”، التي يملكها، أثارت جدلاً واسعاً، وأدت إلى حملات مقاطعة أوروبية وأميركية لمنتجات تسلا. في بريطانيا، تراجعت مبيعات الشركة بنسبة 62% خلال أبريل 2025 مقارنة بالعام السابق، مع تشبيهات علنية بسيارات تسلا كرموز نازية في الحملات الإعلانية المعارضة.
إخفاق سياسي في ويسكونسن
تلقى ماسك هزيمة سياسية في ولاية ويسكونسن، بعد فشله في دعم مرشح محافظ للمحكمة العليا، رغم إنفاقه أكثر من 20 مليون دولار في أغلى سباق قضائي في تاريخ البلاد.
كما فشل مشروعه لكشف الفساد المعروف بـ”جدار الإيصالات” في كسب دعم قضائي أو تشريعي.
نهاية باهتة لتجربة مثيرة
ظهر ماسك في آخر اجتماع حكومي داخل البيت الأبيض دون لفت الانتباه، وفي مقابلة وداعية مع قناة فوكس، تحدث عن “سوء فهم متعمد” له، مشيرًا إلى أن تحيته التي فُسّرت على أنها “نازية” أُخرجت من سياقها.
ووصفت منصة “غروك” الذكية، التي يملكها ماسك، التجربة الحكومية بأنها “تجربة فوضوية مليئة بالارتباك القانوني والتنفيذي، ونتائج محدودة غطّت عليها خسائر ضخمة”.
ماسك يغادر واشنطن مثقلاً بالخيبة، بعد تجربة كشفت أن الذكاء التكنولوجي وحده لا يكفي لفك شفرة الدولة.