أعلن الجناح العسكري لحركة حماس، الإثنين، تأجيل تسليم دفعة من الرهائن الإسرائيليين كان من المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل، مشيرًا إلى أن القرار جاء ردًا على “عدم التزام” إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في بيان رسمي: “سيتم تأجيل تسليم الأسرى الذين كان من المقرر الإفراج عنهم في 15 فبراير 2025 حتى إشعار آخر، وذلك لحين التزام إسرائيل بالاتفاق وتعويض استحقاقات الأسابيع الماضية بأثر رجعي”.
اتهامات بانتهاك الاتفاق
وأكدت حماس أن قرار التأجيل جاء بعد سلسلة من الخروقات الإسرائيلية، حيث رصدت قيادة المقاومة، على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، تجاوزات شملت تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار، إضافة إلى عدم إدخال المواد الإغاثية والمساعدات الطبية الضرورية، رغم التزام الحركة بجميع بنود الاتفاق.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال لم يلتزم بإدخال متطلبات الإيواء، مثل الخيام والمساكن الجاهزة، والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، كما عرقل دخول الأدوية والمستلزمات الطبية لترميم المرافق الصحية المتضررة.
رسالة تحذيرية وفرصة للوسطاء
وشددت حماس على أن تأجيل إطلاق الأسرى الإسرائيليين هو “رسالة تحذيرية” للضغط على الاحتلال ودفعه للالتزام الدقيق ببنود الاتفاق، مؤكدة أنها زودت الوسطاء بتجاوزات الاحتلال أولًا بأول.
وأوضح البيان أن إعلان التأجيل قبل خمسة أيام من الموعد المحدد للإفراج عن الرهائن يهدف إلى منح الوسطاء فرصة كافية للضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ التزاماتها، مع الإبقاء على إمكانية تنفيذ التبادل في موعده إذا استجابت تل أبيب لمتطلبات الاتفاق.
خلفية اتفاق وقف إطلاق النار
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب، ونصّ على تبادل الأسرى بين الجانبين، حيث تفرج حماس عن رهائن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، إلى جانب وقف العمليات القتالية.
وفي إطار تنفيذ الاتفاق، سلمت حماس، السبت الماضي، ثلاثة رهائن إسرائيليين، ليصل إجمالي المفرج عنهم إلى خمسة دفعات، فيما لا يزال 73 رهينة محتجزين من أصل 251 شخصًا أُسروا خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تشمل الأولى التي تمتد لستة أسابيع الإفراج عن 33 رهينة مقابل 1900 معتقل فلسطيني، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.