تواصل حرائق لوس أنجلوس حصد مزيد من الضحايا ومزيد من الدمار، وتشهد لوس أنجلوس حرائق غابات هي الأكبر من حيث التكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تُقدّر الخسائر الأولية بأكثر من 135 مليار دولار، في واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا في تاريخها، وعلى ما يبدو أنها خرجت عن السيطرة مع استمرار اشتعال أكبر حريقين على الرغم من الجهود المكثفة لإخمادهما.
وأكدت رئيسة الإطفاء في المدينة، كريستين كرولي، أن حريق “باسيفيك باليساديس”، الذي التهم مساحة 17 ألف فدان (6900 هكتار)، يُعد واحدًا من أعنف الكوارث التي شهدتها الولاية، فيما أوضح رئيس إطفاء المقاطعة، أنتوني مارون، أن حريق “ألتادينا”، الذي اجتاح 10 آلاف فدان، لا يزال خارج السيطرة، مما يزيد من صعوبة مواجهة هذه الأزمة.
حرائق لوس أنجلوس.. أرقام أولية كارثية
بحسب شركة “أكيوويذر” للتنبؤ بالطقس، من المتوقع أن تتراوح الخسائر الإجمالية بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار، مع انتشار الحرائق في مناطق تضم بعضًا من أغلى العقارات في البلاد.
وفي الوقت نفسه، تشير تقديرات محللي شركات التأمين، مثل “مورنينغ ستار” و”جيه بي مورغان”، إلى أن الخسائر المؤمنة ستتجاوز 8 مليارات دولار، مما يمثل ضربة قاسية لصناعة التأمين.
حجم الدمار الذي خلفه حريق لوس أنجلوس
تسببت حرائق الغابات في لوس أنجلوس في تدمير أكثر من 5300 مبنى بسبب حريق “باليساديس”، في حين أتى حريق “إيتون” على 5000 مبنى إضافي، ولا تزال السلطات تعمل على احتواء النيران، بينما تتكشف الخسائر تدريجيًا.
وقال جوناثان بورتر، كبير خبراء الأرصاد الجوية في “أكيوويذر”: “هذه الحرائق السريعة الحركة والمدفوعة بالرياح تُعد واحدة من أكثر كوارث حرائق الغابات تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث”.
أكبر الحرائق في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية
على الرغم من الخسائر الهائلة الحالية، لا يزال حريق “كامب” عام 2018 في شمال كاليفورنيا يحتفظ بلقب الكارثة الأكثر تكلفة من حيث التأمين، حيث بلغت تكاليفه المؤمنة نحو 12.5 مليار دولار، وأسفر عن مقتل 85 شخصًا ونزوح 50 ألفًا.
تداعيات اقتصادية طويلة الأجل
أشارت شركة “أون” للتأمين إلى أن ارتفاع قيم الممتلكات في المناطق المتضررة يزيد من احتمال أن تصبح هذه الحرائق واحدة من أكثر الكوارث تكلفة. كما حذرت من أن الخسائر غير المؤمنة قد تدفع التكلفة الإجمالية إلى مستويات أعلى.
وفي تصريح لـ”بي بي سي”، أكد بورتر أن آثار هذه الكارثة لن تقتصر على الخسائر المادية، بل ستمتد إلى الصحة العامة وقطاع السياحة، مما يزيد من تعقيد عملية التعافي.
أوضحت دينيس رابموند، المحللة البارزة في “موديز”، أن الحرائق ستترك تأثيرات سلبية واسعة النطاق على قطاع التأمين في الولاي، وقالت: “ارتفاع تكاليف التعافي قد يؤدي إلى زيادة أقساط التأمين وتقليص توفره”، محذرة من تأثيرات طويلة الأجل على قيم الممتلكات وأوضاع المالية العامة.
مع استمرار الحرائق، تواجه مدينة لوس أنجلوس تحديات هائلة في إعادة الإعمار والتعافي، وسط مخاوف من تداعيات اقتصادية واجتماعية تمتد لعقود.
اقرأ أيضًا:
ارتفاع عدد قتلى حرائق الغابات في لوس أنجلوس إلى 10 أشخاص وسط استمرار الرياح العاتية
