شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا قفزة نوعية خلال عام 2024، انعكست في أرقام التبادل التجاري والاستثمار المتبادل بين البلدين، وسط توقعات بمزيد من التعاون في ظل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحالية إلى القاهرة.
ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ حجم التبادل التجاري بين القاهرة وباريس نحو 2.9 مليار دولار خلال عام 2024، مقارنة بـ2.5 مليار دولار في عام 2023، مسجلًا زيادة قدرها 400 مليون دولار.
الصادرات المصرية إلى فرنسا تقفز إلى مليار دولار
سجلت الصادرات المصرية إلى فرنسا ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى مليار دولار في عام 2024، مقابل 855.4 مليون دولار في العام السابق. وتوزعت أبرز الصادرات بين الأجهزة الكهربائية (248 مليون دولار)، الأسمدة (194 مليون دولار)، الوقود والزيوت المعدنية (158 مليون دولار)، الخضر والفواكه (75 مليون دولار)، والملابس الجاهزة (73 مليون دولار).

في المقابل، بلغت واردات مصر من فرنسا نحو 1.8 مليار دولار خلال عام 2024، مقارنة بـ1.7 مليار دولار في 2023. وشملت الواردات الرئيسية منتجات صيدلانية بقيمة 302 مليون دولار، والحبوب بـ183 مليون دولار، إلى جانب سيارات ومعدات نقل بـ115 مليون دولار، وحديد ومصنوعاته بـ100 مليون دولار، فضلًا عن منتجات كيميائية متنوعة بقيمة 99 مليون دولار.
تراجع الاستثمارات لكن العلاقات الاقتصادية مستمرة في النمو
وعلى صعيد الاستثمارات، تراجعت الاستثمارات الفرنسية في مصر إلى 483.8 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024، مقارنة بـ591.3 مليون دولار في 2022/2023. كما انخفضت الاستثمارات المصرية في فرنسا إلى 238.3 مليون دولار، بعد أن سجلت 284.2 مليون دولار في العام السابق.
وفي ما يخص التحويلات المالية، بلغت تحويلات المصريين العاملين في فرنسا 71.1 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024، مقابل 79 مليون دولار في 2022/2023. أما تحويلات الفرنسيين العاملين في مصر، فقد ارتفعت إلى 14.1 مليون دولار، مقارنة بـ9.7 مليون دولار في العام السابق.
زيارة ماكرون للقاهرة دفعة جديدة للتعاون الثنائي
وتأتي هذه الأرقام في وقت يزور فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصر في زيارة رسمية تمتد لعدة أيام، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي. ومن المنتظر أن يشهد الزعيمان توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في منتدى الأعمال المصري الفرنسي، تشمل مجالات حيوية مثل الصحة، والنقل، والمياه، والطاقة المتجددة.
وتُعد هذه الزيارة محطة جديدة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ومرشحة لأن تفتح آفاقًا أوسع للشراكة الاقتصادية في المرحلة المقبلة.