ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7.4 درجة على مقياس ريختر، صباح اليوم الجمعة، السواحل الجنوبية لتشيلي والأرجنتين، ما دفع السلطات في كلا البلدين إلى اتخاذ إجراءات طارئة شملت إخلاء مناطق ساحلية وتعليق الأنشطة البحرية، وسط تحذيرات من موجات تسونامي محتملة.
ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وقع الزلزال تحت سطح المحيط على بُعد نحو 219 كيلومترًا جنوب مدينة أوشوايا الأرجنتينية، الواقعة في أقصى جنوب البلاد. وعلى إثر ذلك، سارعت السلطات التشيلية إلى إصدار أوامر بإخلاء كامل للقطاعات الساحلية في منطقة ماجالانيس، وكذلك في إقليم أنتاركتيكا التشيلي، تحسبًا لوصول أمواج مدّ مدمرة.
وأعلنت الخدمة الوطنية للوقاية من الكوارث والاستجابة لها في تشيلي أن التحذيرات جاءت كإجراء احترازي بعد رصد نشاط بحري غير طبيعي، داعية السكان إلى التحرك فورًا إلى المناطق الآمنة، والابتعاد عن الشواطئ.
من جانبه، أكد الرئيس التشيلي جابرييل بوريك، في منشور عبر منصة “إكس”، أن “جميع الموارد متاحة للاستجابة لأي طارئ”، مشددًا على أهمية الالتزام بتعليمات الإخلاء. وأضاف: “من واجبنا أن نكون على أهبة الاستعداد للحفاظ على الأرواح”.
وفي مدينة بونتا أريناس، الواقعة على مضيق ماجلان، أظهرت لقطات بثها التلفزيون المحلي حشودًا من السكان يسرعون إلى مغادرة المناطق المنخفضة، حاملين حقائبهم وسط أجواء من الهدوء والانضباط. وقال أحد المواطنين، ويدعى روبرتو راميريز: “تلقينا الإنذار، فتركنا أعمالنا وغادرنا، لكن الناس يتصرفون بهدوء، وهم مستعدون جيدًا لمثل هذه الحالات”.
وأشارت دائرة الهيدروغرافيا والمحيطات التابعة للبحرية التشيلية (SHOA) إلى أن الأمواج قد تصل إلى القارة القطبية الجنوبية خلال الساعة القادمة، في حين قد تستغرق وقتًا أطول – يصل إلى 12 ساعة – للوصول إلى مناطق نائية أخرى.
وفي المقابل، اتخذت السلطات الأرجنتينية إجراءات وقائية في مدينة أوشوايا، حيث علّقت جميع الأنشطة المائية والملاحة في قناة بيغل لمدة ثلاث ساعات على الأقل. ولم يُبلّغ عن وقوع أضرار مادية أو إصابات حتى الآن، بحسب ما أعلنت الحكومة المحلية، التي دعت السكان إلى التزام الهدوء وتوخي الحذر.
ويُذكر أن هذه المنطقة من العالم تقع على ما يُعرف بـ”حلقة النار”، وهي منطقة نشطة زلزاليًا تمتد على طول حواف المحيط الهادئ، ما يجعلها عرضة للهزات الأرضية وموجات التسونامي بشكل متكرر.
