الإثنين, مايو 12, 2025
Google search engine
الرئيسيةتقاريرترامب يحط في الرياض بأولى زياراته الخارجية.. ملفات ساخنة وشراكات استراتيجية على...

ترامب يحط في الرياض بأولى زياراته الخارجية.. ملفات ساخنة وشراكات استراتيجية على الطاولة

تستعد العاصمة السعودية الرياض، غداً، لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، في محطة سياسية محورية تعكس التحول المتسارع في ميزان القوى الجيوسياسي وتزايد أهمية السعودية ودول الخليج على خارطة السياسة العالمية.

الزيارة، التي تتصدرها أجندة حافلة بعشرة ملفات حيوية، تمثل دفعة جديدة في مسار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن والعواصم الخليجية، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات كبرى وتحديات متشابكة. ويشمل جدول المحادثات قضايا الأمن الإقليمي، والطاقة، والدفاع، والاستثمار، والتعاون الاقتصادي، وسط سعي أميركي لإعادة ضبط البوصلة في علاقاتها الشرق أوسطية.

ترامب في السعودية
ترامب في السعودية

رسائل استراتيجية في أولويات زيارة ترامب للخليج

المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، سام ويربيرغ، كشف أن جولة ترامب، التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، ستركز على الملفات الأمنية والدفاعية، إلى جانب الطاقة والاستثمار، مع التأكيد على مواجهة التحديات المشتركة. وأضاف أن الجولة تعكس التزام الولايات المتحدة بمواصلة التنسيق مع شركائها الإقليميين في مواجهة التهديدات العابرة للحدود.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان رسمي إن “الزيارة تبرز عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط واشنطن بالشرق الأوسط، وخصوصاً مع دول الخليج، في ظل الحاجة المتزايدة للتنسيق في ملفات الأمن الإقليمي والطاقة والسياسات الدفاعية”.

وفي السياق ذاته، أشار تقرير لموقع “أكسيوس” الإخباري إلى أن القمة الأميركية الخليجية المرتقبة في الرياض ستشهد طرح الرئيس ترامب لرؤية إدارته بشأن الشرق الأوسط، مع توضيح أولويات واشنطن السياسية خلال المرحلة المقبلة.

تحولات إقليمية وصراعات تتصدر المشهد

من المنتظر أن يبحث ترامب مع قادة الخليج ملفات حساسة، من أبرزها الأزمة الأوكرانية، والتصعيد في قطاع غزة، وجهود تثبيت الهدنة في اليمن، إضافة إلى التعاون في ملفات الدفاع والطاقة، والاستثمار. ويُتوقع أن تقدم الإدارة الأميركية تصوراً واضحاً بشأن مستقبل دورها الإقليمي، في ظل تنافس دولي محتدم مع قوى مثل روسيا والصين.

ويقول توم واريك، الباحث في المجلس الأطلسي، إن زيارة ترامب تمثل “فرصة ذهبية لتعزيز التفاهم حول الملفات الساخنة”، مشيراً إلى إمكان توسيع التعاون الأمني، لا سيما في مجالات إعادة الإعمار وتحقيق السلام في غزة.

من جانبه، يرى ريتشارد ويتز، مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون، أن زيارة ترامب تمثل “إعادة تموضع أميركي في الخليج” بعد توتر العلاقات خلال عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن. وأكد أن ترامب “يراهن على تعزيز الشراكة مع السعودية في ملفات الإرهاب والطاقة ومواجهة التمدد الصيني والروسي”.

الخلاف مع نتنياهو يلقي بظلاله على زيارة ترامب للخليج

ورغم الزخم الخليجي للزيارة، يبدو أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية تمر بمرحلة غير مسبوقة من التوتر. إذ كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تصاعد الخلاف بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واعتبرت أن تجاهل ترامب لإسرائيل ضمن جولته يعكس استياءً واضحاً من سياسات نتنياهو، خصوصاً في الملف الإيراني.

وكان اللقاء الأخير بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض قد عكس بروداً في العلاقة، حيث بدا الأخير صامتاً فيما تحدث ترامب مطولاً دون الإشارة لإسرائيل. ويتزايد القلق في تل أبيب من تقارب ترامب مع إيران، ورفضه المقترحات الإسرائيلية بشأن شن عمل عسكري مشترك ضد طهران.

وتعزز هذا التوتر بعد إعلان ترامب عن اتفاق مبدئي مع الحوثيين لوقف الضربات الجوية المتبادلة، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولاً في السياسة الأميركية، بينما وصفتها مصادر إسرائيلية بأنها “مفاجئة وغير منسقة”.

رهانات كبرى على شراكة سعودية أميركية متجددة

وفي خضم هذه التحولات، يرى مراقبون أن السعودية باتت نقطة ارتكاز إقليمية ومحوراً أساسياً في توازنات السياسة الدولية. ويؤكد ويتز أن “الرياض أصبحت أكثر من مجرد عاصمة إقليمية، بل مركز جذب للاستثمارات العالمية ولاعباً مؤثراً في استقرار النظام العالمي”.

ختاماً، تمثل زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية لحظة مفصلية لإعادة صياغة العلاقات الأميركية الشرق أوسطية، في ظل تحديات غير مسبوقة على المستويين الإقليمي والدولي، مع آمال معقودة على دور سعودي محوري في قيادة دفة الاستقرار والتنمية في المنطقة.

تعليقات الفيسبوك

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

المقالات الأكثر قراءة

احدث التعليقات