في خطوة تهدف إلى نزع فتيل التوتر التجاري، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تعليق الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الكندية لمدة 30 يومًا، بعد اتخاذ قرار مماثل بشأن المكسيك. وتأتي هذه التهدئة بعد تحركات من كندا والمكسيك لطمأنة واشنطن بشأن أمن الحدود والتصدي لتهريب المخدرات، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
وشهدت أمريكا الشمالية في الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق كاد أن يُشعل حربًا تجارية مدمرة، تهدد بتباطؤ النمو الاقتصادي، وارتفاع الأسعار، وضرب اثنتين من أهم شراكات الولايات المتحدة التجارية. إلا أن قرار التجميد منح الأطراف فرصة جديدة للتفاوض وتجنب التصعيد.
ترامب: “سعيد جدًا بهذه النتيجة”
وعبّر ترامب عن ارتياحه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: “أنا سعيد جدًا بهذه النتيجة الأولية، وسيتم إيقاف التعريفات الجمركية لمدة 30 يومًا لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى صفقة اقتصادية نهائية مع كندا… العدالة للجميع!”
من جانبه، رحّب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالخطوة، مشيرًا عبر منصة X إلى أن التوقف سيتيح فرصة للعمل المشترك. وأعلن أن حكومته ستتخذ إجراءات حازمة، من بينها تعيين مسؤول لمكافحة الفنتانيل، وتصنيف الكارتلات المكسيكية كمجموعات إرهابية، إلى جانب إطلاق قوة ضاربة مشتركة مع الولايات المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة وغسيل الأموال.
اتفاق مماثل مع المكسيك.. وتحركات أمريكية جديدة
قرار التجميد جاء بعد اتفاق مشابه بين واشنطن والمكسيك، حيث أعلن ترامب والرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم تعليق زيادة التعريفات الجمركية لمدة شهر، عقب ما وصفه ترامب بـ”محادثة ودية للغاية”.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية، أوضح ترامب أن المحادثات التجارية الجديدة سيقودها وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ومرشح وزارة التجارة هوارد لوتنيك، إلى جانب ممثلين مكسيكيين رفيعي المستوى. في المقابل، أكدت شينباوم أن بلادها ستعزز أمن الحدود عبر نشر 10,000 عنصر إضافي من الحرس الوطني، بينما ستعمل الحكومة الأمريكية على الحد من تهريب الأسلحة إلى المكسيك.
الرسوم الجمركية تثير صدمة في الأسواق
وكان قرار ترامب المفاجئ بفرض رسوم جمركية 25% على الواردات المكسيكية والكندية، إضافة إلى 10% على النفط والغاز الطبيعي والكهرباء الكنديين، قد أثار قلق المستثمرين والشركات والمستهلكين على حد سواء. لكن التعليق المؤقت لهذه الرسوم يمنح الأطراف فرصة لإعادة التفاوض وتجنب تداعيات اقتصادية وخيمة.
في ظل هذه الهدنة المؤقتة، تبقى الأنظار موجهة إلى نتائج المفاوضات المقبلة، وسط آمال في التوصل إلى حلول دائمة تنهي التوترات التجارية بين واشنطن وأكبر شركائها التجاريين.
