ترامب في الإمارات.. جاءت زيارة دونالد ترامب إلى الإمارات لتؤكد متانة العلاقات بين أبوظبي وواشنطن، وتعكس حرص الجانبين على توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات.
كما حملت الزيارة رسائل واضحة مفادها أن الشراكة بين البلدين تتجاوز الاقتصاد إلى أبعاد استراتيجية إقليمية ودولية، ترسم ملامح مرحلة جديدة من العمل المشترك.
وفي زيارة وصفت بأنها تاريخية، حلّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضيفًا على دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أجرى سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى في العاصمة أبوظبي، ضمن “حوار الأعمال الإماراتي الأمريكي” الذي يهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين.
اتفاقيات نوعية في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا
شهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات البارزة، كان أبرزها إعلان الإمارات عن خطة استثمارية ضخمة بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة، تشمل قطاعات الذكاء الاصطناعي، الطاقة، التصنيع، وأشباه الموصلات.
كما تم الاتفاق على تزويد أبوظبي ببعض من أكثر رقائق الذكاء الاصطناعي تقدمًا من شركات أمريكية، ضمن إطار يضمن الإدارة الأمريكية لمراكز البيانات التي ستنشئها الإمارات، وهو ما اعتبره ترامب “إنجازًا استراتيجيًا يعزز الثقة المتبادلة”.
تكريم رسمي واستقبال ثقافي مميز
استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الرئيس ترامب في قصر الوطن، حيث منح الضيف وسام زايد، أعلى وسام مدني في الدولة، تقديرًا لدوره في دعم العلاقات الثنائية خلال فترة رئاسته.
وفي لفتة ترحيبية مميزة، أُغلق جامع الشيخ زايد الكبير مؤقتًا لزيارة ترامب، الذي أعرب عن إعجابه بالمكان، مؤكدًا احترامه للثقافة الإسلامية. كما قدمت فرق شعبية إماراتية عروضًا فولكلورية أبرزت الهوية الثقافية للدولة.
محادثات استراتيجية ورسائل سياسية
أجرى ترامب محادثات موسعة مع كبار المسؤولين الإماراتيين، من بينهم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني. وتركزت المناقشات على سبل تطوير التعاون في مجالات الأمن السيبراني، التكنولوجيا المتقدمة، والطاقة.
سياسيًا، دعا ترامب إلى إعادة النظر في ملف غزة، مشيرًا إلى إمكانية تحويلها إلى منطقة حرة مزدهرة بمشاريع اقتصادية، كما كشف عن تقديم واشنطن مقترحًا جديدًا بشأن الملف النووي الإيراني، داعيًا طهران إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان استقرار المنطقة.