حذّر خبراء الصحة بشدة من الآثار المدمرة للتدخين السلبي على صحة الأطفال، مؤكدين أنه يُلحق بهم أضرارًا تفوق التدخين المباشر ويُهدد نمو رئاتهم وأجهزتهم المناعية.
وأوضحت الدكتورة شيتال تشوراسيا، استشارية طب الرئة في مستشفى مانيبال، أن “الدخان المنبعث من طرف السيجارة أخطر من دخان المدخن نفسه، لاحتوائه على تركيز أعلى من المواد الضارة وجزيئات أصغر حجمًا تخترق رئات الأطفال بسهولة وتدوم في الهواء لفترة أطول.”
وبيّنت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي هم الأكثر عرضة للإصابة بالربو والتهابات الجهاز التنفسي المتكررة، مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي والتهابات الأذن، بالإضافة إلى السعال ونزلات البرد المزمنة.
ويشرح الدكتور تشوراسيا كيف يُعيق التدخين السلبي نمو الرئة لدى الأطفال، قائلة: “يُسبب استنشاق الدخان غير المباشر التهابات مزمنة في مجاري الهواء، مما يُضعف المناعة ويجعلهم أكثر عرضة للعدوى المتكررة. هذه الالتهابات بدورها تُعيق نمو الرئة وتُقلل من وظائفها، وتُعدّ سببًا رئيسيًا لتطور الربو وتفاقمه.”
وتُحذر من أن “مرضى الربو من الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي يعانون من نوبات ربو أكثر حدة ويصعب علاجهم، مما يُنشئ حلقة مفرغة تُؤثر سلبًا على صحتهم وجودة حياتهم.”
يُعد الربو مشكلة صحية عالمية تؤثر على ملايين الأطفال، ويُسبب تضيق المجاري الهوائية وصعوبة التنفس. وفي هذا السياق، أكد الدكتور أودايا سوريشكومار، استشاري أمراض الرئة في مستشفى KMC، أن “التدخين السلبي يُعتبر عامل خطر رئيسي للربو لدى الأطفال، ويُساهم في حدوث ما يُقدر بمليون نوبة ربو سنويًا.”
وأشار إلى أن “الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر لأن أجهزتهم التنفسية والمناعية لا تزال في مرحلة النمو، وهم أقل قدرة على حماية أنفسهم من التعرض للدخان السام.”
يُشدد الخبراء على ضرورة اتخاذ تدابير فورية لحماية الأطفال من أضرار التدخين السلبي، من خلال منع التدخين في الأماكن العامة والمنازل والسيارات التي يوجد بها أطفال.
كما يدعون إلى زيادة الوعي بمخاطر هذه الظاهرة وتوفير الدعم اللازم للأسر لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين لحماية صحة أطفالهم ومستقبلهم.