بوتين والسيسي.. في خطوة جديدة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه الكامل للجهود التي تبذلها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك خلال لقائهما الأخير في العاصمة الروسية موسكو.
وخلال اللقاء، أشار بوتين إلى أن مصر تُعد أحد أهم الأطراف الفاعلة في المنطقة، لما تلعبه من دور محوري في إدارة الأزمات الإقليمية، مؤكدًا أن استمرار التعاون الثنائي بين البلدين يصب في مصلحة دعم الاستقرار ومواجهة التحديات الأمنية والإنسانية، التي تعصف بعدد من دول المنطقة.
وأوضح الرئيس الروسي أن التنسيق المصري الروسي يمثل ركيزة أساسية في تعزيز الأمن الإقليمي، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها بعض المناطق مثل سوريا، وليبيا، وقطاع غزة.
في هذا السياق، أعلن بوتين دعم بلاده الكامل لـ خطة إعادة إعمار غزة، التي تقودها مصر، والتي تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في ظل التحديات الإنسانية الكبيرة التي يواجهها القطاع.
وأكد بوتين أن موسكو مستعدة لتقديم الدعم الفني والاقتصادي اللازم لإنجاح هذه المبادرة، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية في هذا الملف تحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي، لما تتسم به من اتزان وتوازن في التعامل مع القضية الفلسطينية.
يأتي الموقف الروسي هذا في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية، وفي توقيت حساس يشهد حالة من عدم الاستقرار في عدة بؤر بالشرق الأوسط، مما يجعل التعاون المصري الروسي عنصرًا محوريًا في جهود الوساطة واحتواء النزاعات.
وتسعى القاهرة، بدعم من موسكو، إلى دفع المسارات السياسية والدبلوماسية في عدد من الملفات الإقليمية، مع التأكيد على أهمية الحلول السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
اللقاء بين السيسي وبوتين يبرز أيضًا متانة العلاقات المصرية الروسية التي تشهد تطورًا مستمرًا على كافة المستويات، سواء في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية.
ويُعد دعم روسيا لمصر في القضايا الإقليمية، خاصة فيما يخص استقرار الشرق الأوسط وإعادة إعمار غزة، امتدادًا لعلاقات تاريخية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
كما يعكس الموقف الروسي تفهمًا كاملاً لطبيعة الدور المصري المتزن في المنطقة، وقدرته على التحرك بحكمة في ملفات شائكة ومعقدة مثل الملف الفلسطيني والسوري والليبي.
