الثلاثاء, أبريل 8, 2025
Google search engine
الرئيسيةتقاريربعد واقعة المهندسة ابتهال أبو سعد.. كيف تستخدم إسرائيل ذكاء مايكروسوفت في...

بعد واقعة المهندسة ابتهال أبو سعد.. كيف تستخدم إسرائيل ذكاء مايكروسوفت في حرب غزة

شهد احتفال مايكروسوفت بالذكرى الخمسين لتأسيسها واقعة اجتاحت السوشيال ميديا خلال الساعات الماضية، عندما قاطعت المهندسة الفلسطينية ابتهال أبو سعد كلمة الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت للذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، متهمةً الشركة بالمساهمة في “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين عبر تزويد الجيش الإسرائيلي بتقنيات متقدمة من الذكاء الاصطناعي.

مداخلة جريئة لـ ابتهال أبو سعد في لحظة مفصلية

خلال الكلمة الرسمية، صاحت أبو سعد من بين الحضور قائلة:  “50 ألف شخص تم قتلهم، ومايكروسوفت تقف وراء هذه الإبادة الجماعية… عار عليكم… توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي لقتل أهل منطقتنا”، وقبل أن يُخرجها الأمن من القاعة، اكتفى سليمان بالرد: “شكرًا لك، لقد سمعت احتجاجك.”

ابتهال أبو سعد
ابتهال أبو سعد

رسالة داخلية تفضح ممارسات الشركة

لم تقف المهندسة عند هذا الحد، بل أرسلت رسالة بريد إلكتروني إلى آلاف موظفي الشركة، كشفت فيها عن ما وصفته بـ”الوجه المظلم” لمايكروسوفت، وقالت إنها عملت في قسم الذكاء الاصطناعي لأكثر من ثلاث سنوات، مؤمنة بأن التكنولوجيا يمكن أن تخدم الإنسانية، لكنها صُدمت حين علمت بتورط الشركة في دعم عمليات الجيش الإسرائيلي.

أشارت أبو سعد إلى عقدٍ بقيمة 133 مليون دولار بين مايكروسوفت ووزارة الدفاع الإسرائيلية، يستخدم لتطوير أدوات تجسسية وهجومية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وبحسب تقارير استندت إليها المهندسة، ارتفع استخدام الجيش الإسرائيلي لأدوات مايكروسوفت وOpenAI في مارس 2024 إلى 200 ضعف مقارنة بما قبل 7 أكتوبر، كما وصل حجم البيانات المخزنة على خوادم “أزور” إلى أكثر من 13.6 بيتابايت – ما يعادل 350 ضعف حجم مكتبة الكونغرس الأمريكية.

الجيش الإسرائيلي، وفقًا للوثائق، يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل المكالمات والرسائل وتحديد الأهداف العسكرية بسرعة ودقة غير مسبوقة، عبر مشاريع مثل “بنك الأهداف” و”سجل السكان الفلسطيني”.

اتهامات بالقمع والترهيب داخل الشركة

أبو سعد لم تكتف بالكشف عن التعاون العسكري، بل اتهمت مايكروسوفت بمحاولة إسكات الأصوات المعارضة داخليًا، مؤكدةً تعرض موظفين عرب وفلسطينيين ومسلمين للترهيب وحتى الطرد بسبب مواقفهم.

كما قارنت بين موقف الشركة الحالي وسوابقها في دعم حقوق الإنسان، مثل انسحابها سابقًا من جنوب أفريقيا وإنهاء تعاونها مع شركة AnyVision الإسرائيلية.

دعوة لضمير مهني وأخلاقي

في ختام رسالتها، خاطبت زملاءها بسؤال حاد:  “هل يمكننا إخبار أطفالنا أننا كنا نساهم في تطوير أسلحة ذكاء اصطناعي تُستخدم ضد المدنيين؟”، داعية إلى موقف صريح ضد ما وصفته بـ”جرائم ضد الإنسانية”.

تحقيقات دولية وقلق أخلاقي

وقد أكد تقرير لوكالة أسوشيتد برس ما ورد في رسالة أبو سعد، كاشفًا عن اعتماد متزايد من الجيش الإسرائيلي على تقنيات OpenAI، خاصة Whisper، في ميادين القتال.

وقالت هايدي خلف، كبيرة علماء الذكاء الاصطناعي في معهد AI Now: “هذه أول مرة يُؤكد فيها استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية بشكل مباشر في الحروب، وتداعيات ذلك خطيرة للغاية.”

صمت الشركات وازدياد الضغوط

رفضت مايكروسوفت التعليق على تفاصيل التعاون مع الجيش الإسرائيلي، مكتفية ببيان مقتضب أكدت فيه “التزامها بالدور الإيجابي للتكنولوجيا”.
من جهتها، نفت OpenAI وجود شراكة مباشرة، رغم أن خدماتها تُستخدم فعليًا عبر منصة “أزور”.

الجدير بالذكر أن OpenAI غيّرت شروط الاستخدام الخاصة بها العام الماضي، وأزالت الحظر الصريح على الاستخدامات العسكرية، مما أثار جدلًا واسعًا حول حيادية شركات التكنولوجيا في النزاعات المسلحة.

كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في الحرب؟

كشفت الوثائق المسربة أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على:

“بنك الأهداف”: قاعدة بيانات تُحدد الأفراد والمواقع المستهدفة.

تحليل المكالمات والرسائل عبر “أزور” لرصد “التهديدات”.

زيادة دقة الهجمات عبر ربط البيانات بأنظمة الاستهداف

في ظل تصاعد النزاع، وبلوغ عدد الضحايا في غزة ولبنان أكثر من 50 ألف شهيد، يُطرح سؤال ملح: هل أصبحت شركات التكنولوجيا طرفًا فاعلًا – وربما خطيرًا – في ساحات الحروب الحديثة؟

تعليقات الفيسبوك

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

المقالات الأكثر قراءة

احدث التعليقات