في خطوة غير متوقعة لتهدئة واحدة من أكثر بؤر التوتر سخونة في جنوب آسيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توصل الهند وباكستان إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، بعد وساطة دبلوماسية مكثفة قادتها واشنطن على مدار الساعات الماضية.
وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية
قال ترامب، في بيان نشره عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي: “بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان قد وافقتا على وقف كامل وفوري لإطلاق النار. أهنئ البلدين على اتخاذ قرار يعكس الحكمة والذكاء السياسي.”
وأكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن جهوداً حثيثة جرت خلال الـ48 ساعة الماضية، تضمنت اتصالات مباشرة مع كبار المسؤولين في البلدين، من بينهم رئيسا الوزراء ناريندرا مودي وشهباز شريف، ووزيرا الخارجية، بالإضافة إلى قادة عسكريين ومستشاري الأمن القومي.
بداية تنفيذ الاتفاق والتزام الجانبين
وأعلنت وزارة الخارجية الهندية، اليوم السبت، أن اتفاق وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ عند الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي (12:30 ظهراً بتوقيت غرينتش)، واصفة الخطوة بأنها “محورية لاحتواء التوترات العسكرية المتصاعدة”.
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء الباكستاني، محمد إسحاق دار، التوصل إلى الاتفاق، مشدداً على أن باكستان لطالما سعت إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة دون المساس بسيادتها وسلامة أراضيها.
وقال وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، إن الاتفاق يشمل وقف العمليات العسكرية في البر والجو والبحر، على أن تعقد جولة محادثات جديدة بين الطرفين يوم الإثنين 12 مايو/أيار. وأضاف: “ستظل الهند ملتزمة بموقفها الحازم ضد الإرهاب بكافة أشكاله.”
وفي مؤشر على عودة الحياة إلى طبيعتها، أعلنت هيئة مطارات باكستان إعادة فتح المجال الجوي بالكامل أمام جميع الرحلات الجوية، مؤكدة جاهزية كافة مطارات البلاد للعمل بشكل طبيعي.
خلفية الأزمة: تصعيد أعقب هجوماً في كشمير
يأتي هذا الاتفاق بعد تصاعد الاشتباكات العسكرية بين الجانبين خلال الأيام الماضية، والتي شهدت قصفاً متبادلاً وإغلاقاً للمجال الجوي، في أعقاب هجوم دامٍ استهدف سياحاً هندوساً في كشمير، وهي العملية التي نفت باكستان صلتها بها.
ويُنظر إلى هذا الاتفاق بوصفه فرصة ثمينة لإنهاء دوامة العنف المتكررة في المنطقة، وسط ترقب دولي حذر لما ستسفر عنه المحادثات المرتقبة.
