في لقاءٍ دبلوماسي بارز، استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء في قصر الحسينية، وفدًا رفيع المستوى يضم مساعدي أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين. وجاء اللقاء في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية، حيث حمل الملك رسالةً واضحةً إلى واشنطن: “وقف إطلاق النار في غزة ليس خيارًا، بل ضرورةٌ حتمية”.
تحذيرات ملكية من تداعيات خطيرة
بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، حذَّر الملك عبدالله الثاني من تداعيات استمرار العدوان على غزة، مُشدِّدًا على أن “تأخير إيصال المساعدات الإنسانية يعني موت المزيد من الأبرياء”. كما نبَّه إلى مخاطر التصعيد المتواصل في الضفة الغربية، والانتهاكات المتكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مؤكدًا رفض الأردن القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، سواء في الضفة أو غزة.
شراكة استراتيجية ودور أمريكي محوري
ناقش الجانبان خلال اللقاء، الذي حضره ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك المهندس علاء البطاينة، تعزيز العلاقات الثنائية والدور الأمريكي في تحقيق الاستقرار بالمنطقة. وأشار الملك إلى أن “الشراكة الأردنية الأمريكية ليست تحالفًا أمنيًا فحسب، بل التزامٌ مشترك بحلول عادلة تُنهي معاناة الشعوب”.
يأتي هذا اللقاء في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشهد المنطقة تصاعدًا غير مسبوق في التوتُّرات، بينما تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا دوليةً للضغط على إسرائيل لوقف الحرب. الأردن، بموقعه التاريخي ودوره كـ”حارسٍ للأماكن المقدسة”، يُقدِّم نفسه مرةً أخرى كـ”جسر دبلوماسي” يُمكن أن تنطلق منه مبادرات السلام.
رغم التحذيرات الأردنية، لم تُعلن الوفود الأمريكية عن خطوات ملموسة بعد، لكن المراقبين يرون أن زيارة الوفد قد تكون تمهيدًا لتحركات سياسية جديدة في واشنطن، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.
