تعد العلاقات المصرية-الروسية واحدة من أقدم وأهم الشراكات في المنطقة، حيث تمتد جذورها إلى ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
العلاقات المصرية-الروسية
فقد كانت مصر من أولى الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية، ما أسهم في تطوير التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.
في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، تطورت هذه العلاقة إلى مستوى متقدم، ليصبح البلدان حليفين استراتيجيين في مواجهة العديد من التحديات الإقليمية والدولية.
توطيد التعاون السياسي والاقتصادي
شهدت العلاقات بين مصر وروسيا في عهد الرئيس السيسي تطوراً ملحوظاً على جميع الأصعدة. كانت الزيارات المتبادلة بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة وموسكو أبرز محطات تعزيز العلاقات.
فقد انعكست هذه الزيارات على تعزيز التعاون السياسي، حيث تبادل الزعيمان دعمًا سياسيًا في القضايا الإقليمية والدولية.
وتكمن أبرز القضايا التي تهم البلدين في تعزيز الأمن الإقليمي، وخاصة في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى التعاون في المجالات الاقتصادية، خصوصاً في مشروعات الطاقة والبنية التحتية.
مشاركة مصر وروسيا في دعم استقرار الشرق الأوسط
تعتبر مصر وروسيا من القوى الرئيسية في الشرق الأوسط، حيث تعمل كل منهما على تحقيق الاستقرار في المنطقة.
ففي السنوات الأخيرة، شهدنا العديد من المواقف التي أكدت هذا التعاون، مثل المناقشات الثنائية حول الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
حيث أبدى الرئيس السيسي دعمه للموقف الروسي في تلك القضايا، وتعهد البلدين باستمرار العمل معًا في إطار حلول سلمية لحل الأزمات الإقليمية.
التعاون الاقتصادي والمشروعات المشتركة
من أبرز مجالات التعاون بين مصر وروسيا هو التعاون في مشروعات الطاقة والبنية التحتية، على سبيل المثال، يعتبر مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية أحد المشاريع الكبرى التي تم تنفيذها بدعم مشترك بين البلدين، حيث تساهم روسيا في تمويل المشروع وتقديم التقنيات اللازمة لتشغيل المحطة.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد تعاون في إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، وهو مشروع سيعزز من التبادل التجاري ويتيح فرص عمل جديدة في مصر.
التعاون العسكري والأمني
تعد العلاقات العسكرية والأمنية بين مصر وروسيا محورية في إطار تعزيز الاستقرار في المنطقة. تعمل الدولتان بشكل وثيق في مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث تتعاون الأجهزة الأمنية والعسكرية في التدريب وتبادل المعلومات. هذا التعاون يعد من أحد الأبعاد الحيوية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
التحديات المستقبلية والفرص الاقتصادية
في ظل الأوضاع الاقتصادية الدولية الحالية، تسعى مصر وروسيا للاستفادة من الفرص الاقتصادية التكاملية لتعزيز نموهما المشترك. ومن المتوقع أن يشهد التعاون بينهما مزيدًا من التطور، خاصة مع استمرار الأزمات الاقتصادية العالمية، ما يجعل من هذا التعاون ركيزة أساسية للاستقرار والنمو في المنطقة.
تعتبر العلاقات المـصرية-الروسية نموذجًا ناجحًا للتعاون الاستراتيجي بين الدول التي تسعى لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
ومع استمرار التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن، يبقى التعاون بين البلدين أحد المحاور الرئيسية لتحقيق التوازن والاستقرار في المنطقة.
ويذكر أ الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصل العاصمة الروسية موسكو، للمشاركة في احتفالات عيد النصر، وذلك تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
