الشمبانيا ضد الويسكي.. صراع جديد بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأوروباـ بعد أن هدد الأول بفرض رسوم جمركية تصل إلى 200% على النبيذ والشمبانيا المستوردين من دول الاتحاد الأوروبي،
في خطوة تصعيدية جديدة ضمن حربه التجارية ضد أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين. جاءت هذه التهديدات ردًا على قرار الاتحاد الأوروبي بفرض ضريبة بنسبة 50% على الويسكي الأمريكي.
وفي منشور على منصته “تروث سوشيال” يوم الخميس، قال ترامب: “إذا لم يتم إلغاء هذه التعريفة الجمركية على الفور، فإن الولايات المتحدة ستفرض قريبًا تعريفة جمركية بنسبة 200٪ على جميع أنواع النبيذ والشمبانيا والمنتجات الكحولية القادمة من فرنسا ودول أخرى ممثلة في الاتحاد الأوروبي، وهذه الخطوة ستكون مفيدة للغاية لشركات النبيذ والشمبانيا في الولايات المتحدة”. وأكد أن هذا القرار سيعود بالفائدة على المنتجين الأمريكيين في القطاع الكحولي.
التصعيد في الحرب التجارية
يأتي تهديد ترامب في وقت حساس من العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث كان الاتحاد قد أعلن في وقت سابق عن فرض ضرائب على منتجات أمريكية بينها الويسكي الأمريكي، وذلك في إطار رد فعل انتقامي على الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألومنيوم بنسبة 25%، والتي دخلت حيز التنفيذ في 8 مارس 2025.
الرسوم الجمركية الأوروبية على الويسكي الأمريكي جزء من إجراءات تجارية انتقامية بقيمة 26 مليار يورو، في خطوة تهدف إلى معاقبة الولايات المتحدة على إجراءاتها التجارية ضد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وكان من المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في الأول من أبريل المقبل.
الاقتصاد الأمريكي والتداعيات المحتملة
ترامب اعتبر أن فرض الرسوم الجمركية سيساعد في استعادة الوظائف الأمريكية، وزعم أن بعض شركاء الولايات المتحدة التجاريين قد استغلوا الاقتصاد الأمريكي لعقود. كما أشار إلى أن هذه السياسات ستساهم في تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي للولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن هذه السياسة يمكن أن تؤدي إلى تداعيات اقتصادية خطيرة، بما في ذلك دفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود. بعض الخبراء يرون أن الحرب التجارية قد تؤدي إلى زيادة الأسعار وتباطؤ النمو الاقتصادي، في حين أن الإجراءات الانتقامية المتبادلة قد تؤدي إلى تدهور الثقة في الأسواق العالمية.
التأثير على الأسواق المالية
رغم تصاعد التوترات التجارية، يبدو أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوف المستثمرين. فقد قوبلت إجراءات ترامب بشأن التعريفات الجمركية بعمليات بيع مكثفة في سوق الأسهم، وهو ما أدى إلى فقدان جميع المكاسب التي حققتها الأسهم منذ انتخابه في نوفمبر 2024. ومع تزايد المخاوف من تبعات التصعيد التجاري، يواصل ترامب الدفاع عن قراراته الاقتصادية، رغم الآثار المحتملة على الشركات الأمريكية التي تعتمد على التجارة الدولية.
إجراءات الاتحاد الأوروبي ضد أمريكا
كانت الحرب التجارية قد بدأت في وقت سابق مع إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع الاتحاد للرد بفرض رسوم على بعض المنتجات الأمريكية، خاصة في قطاع المشروبات الكحولية. وتعد هذه الخطوات جزءًا من سياسة “أمريكا أولاً” التي تبناها ترامب أثناء رئاسته، والتي تستهدف تحقيق مزيد من العوائد التجارية لصالح الولايات المتحدة على حساب شركائها الدوليين.