في كلمة مؤثرة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لـ تحرير سيناء، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن حماية كل شبر من أرض مصر ستظل عهدًا لا رجعة فيه، ومبدأً راسخًا في عقيدة المصريين، يتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، ضمن ثوابت الأمن القومي المصري التي لا تقبل التفريط.
وقال الرئيس خلال كلمته في الاحتفال، إن ذكرى تحرير سيناء ستبقى يومًا خالدًا في وجدان الأمة، مشيرًا إلى أن هذه الأرض الطاهرة كانت ولا تزال هدفًا للطامعين، لكنها أثبتت عبر التاريخ أنها عنوان للصمود والتضحية، مؤكدًا أن سيناء جزء لا يتجزأ من أرض مصر، وستظل كذلك بإرادة شعبها وعزيمة أبنائها.
وأعرب السيسي عن تقديره العميق لتضحيات القوات المسلحة والشرطة، مشيدًا بما قدموه من دماء وجهود في معركة استعادة الأرض واقتلاع جذور الإرهاب من سيناء. كما أثنى على الدبلوماسية المصرية التي نجحت في استعادة طابا بالطرق القانونية، واصفًا ذلك بأنه “نموذج ساطع في سجل الانتصارات الوطنية”.
كما أشاد الرئيس بوعي الشعب المصري وصموده، معتبرًا إياه صمام الأمان في وجه التحديات، وقال: “لقد أثبتم أنكم جبهة داخلية متماسكة، لا تنكسر ولا تنخدع، وأن الوطن محفوظ بوعيكم وفطنتكم”.
وتطرق الرئيس السيسي إلى الوضع الإقليمي، خاصة الحرب في غزة، معتبرًا أنها مأساة إنسانية لا يمكن السكوت عنها. وجدد موقف مصر الثابت الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن إعادة إعمار القطاع يجب أن تتم وفقًا لخطة عربية إسلامية واضحة.
وأكد أن مصر ستظل حائط صد قوي أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مضيفًا أن تحقيق السلام العادل والشامل لن يتم إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وأن ذلك هو الضمان الوحيد لإنهاء دوائر العنف وعدم الاستقرار.
وتابع: “لقد كان السلام بين مصر وإسرائيل نموذجًا حيًا لإنهاء الصراعات، واليوم نؤكد أن السلام العادل هو الخيار الذي ينبغي أن يسعى إليه الجميع”، داعيًا المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، للقيام بدوره المنشود.
وختم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن معركة البناء لا تقل قدسية عن معركة التحرير، مشيرًا إلى أن مصر تشهد جهودًا تنموية غير مسبوقة تمتد إلى كافة ربوع الوطن. وأضاف: “ستبقى مصر، بوحدة شعبها وبسالة جيشها، شامخة قوية، ترفع راية الحق وترفض الظلم، وتكرم شهداءها الذين ضحوا بأنفسهم من أجلها”.